السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

مشرف العمري .. يهتم بالنقوش الحجرية والقطع الأثرية في متحفه البري شرق النماص

مشرف العمري .. يهتم بالنقوش الحجرية والقطع الأثرية في متحفه البري شرق النماص

 

 

 

 

صحيفة النماص اليوم :

 

 

 

تقع شرق مدينة حلباء التابعة لمحافظة النماص, وهي من المناطق الغنية بالنقوش الصخرية القديمة, وبعضها يعود لفترات ما قبل الإسلام، وكذلك رسوم لكثير من الحيوانات المختلفة ورسوم آدمية ومناظر صيد ومشاهد لمعارك قتالية . إضافة إلى الكتابات الإسلامية بالخط الكوفي المبكر, وقد عثر على نقش يحمل ثلاث فترات تاريخية 125-127-155 هـ . الوصول إلى بادية آل جمعة في بلاد بني عمرو في سلسلة جبال الحجر احدي سلاسل جبال السراة ..

 

 تًعد أحد أجمل وأهم المواقع الأثرية والسياحية في منطقة الجنوب بصفة خاصة وفي الجزيرة العربية بصفة عامة. حيث هناك عبق التاريخ والمتعة. شخص لا يعرف القراءة والكتابة ولكنْ لديه حس يتفرد به عمن يحسنون القراءة ولا يعرفون ثمن الكنوز الأثرية من الرسوم والنقوش ولا يقدرون قدرها. انه الشيخ مشرف بن محمد بن عيسان العمري، مشرف الآثار في بادية بني عمرو، الذي يهتم بالنقوش والآثار، اهتمامه بأبنائه .الشيخ الذي أقام متحفه بجهوده الشخصية في سفوح بادية بني عمرو وفي منطقة نائية،

 

والغرض من ذلك المتحف إضافة شيء من النكهة إلى تلك المنطقة الجميلة الخلابة التي تمتلئ بالنقوش. كانت هنا حضارات ومدن، جسدها هذا الرجل بإقامة هذا المتحف في تلك المنطقة النائية. من بيت الشعر عندما بنى هذا المتحف. ويحتوي على تراث الآباء إضافة إلى رمح قديم لا يعرف إلى أي عصر يعود. وموقعه في مكان يدعى «ذي العين».

 

جبل ذي العين الذي يطل على شعب صغير، وجدنا بجواره نقش بالمسند القديم هكذا (O) وهو يعني حرف عين، وإشارة الدلو (d) الأمر الذي يدل على وجود ماء وهو ما حدث فعلاً حيث الحفر لمسافة متر تجد نبع ماء صاف الأمر الذي يدل على توارث هذه التسمية منذ آلاف السنين. وبجوارها بركة ماء تقدر مساحتها 1م*1,20م وبجانبها أيضا نقش العين (O) بالمسند القديم.

 

أما جبل ذي العين فهو تحفة أثرية وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى نقوش منذ آلاف السنين، نقشتها أيدي فنانين مهرة، صوروا حياتهم ومعيشتهم، ونقشوها  بدقة متناهية، فلا تكاد تجد صخرة أو حجراً إلا ويطرزه نقش مهم. وتوجد في هذا الجبل نقوش لنمور ووعول وكذلك بقر في عملية تناسل، إضافة إلى صور النعام، ونقوش للإنسان على طبيعته.

 

وتلك الصور توضح لنا كيف كان الناس يتأقلمون مع تلك البيئة ويسامرون الحيوانات المفترسة، ويمشون ليلاً في هذه الأرض دون ضوء يهتدون به سوى النجوم، في تلك الجبال الشوامخ السامقة. ولا يقتصرون على مشاهدة هذه الحيوانات بل استأنسوها، يتضح ذلك من رسوم النعام، حيث توضح لنا إحدى اللوحات عدد كبير من النعام الصغار على حدة والكبار على حدة،

 

 كما تمتلئ المنطقة بعدد لا حصر له من النقوش بالخط المسند القديم، إذا تم استقراؤها وبحثها فلربما تغير مسار الكثير من الأحداث في تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم. كما يوجد عدد كبير من القبور المتعددة الأدوار تدعى الرسوس والأصح الرموس والمنطقة مساحتها تمتد لأكثر من 50 كيلو متراً من حلباء إلى ترج .

 

ويذكر الشيخ مشرف العمري أن اهتمامه بهذه الآثار بدأ منذ أكثر من 46 عاماً وفي شهر 4/1381هـ تقدم إلى إدارة تعليم النماص بوجود أعداد كبيرة من النقوش والرسوم، ثم تم بعد ذلك تعيينه مشرفاً على الآثار في بادية بني عمرو، ومنذ ذلك الحين فهو يهتم بالنقوش، ويجعل وجه النقش إلى الأرض، حتى لا يجدها أحد فيقوم بسرقتها أو تشويهها ثم يبرزها للباحثين في حنان يمسحها ويغسلها بيديه.

 

وتتواجد لوحات بعرض عدة أمتار تحتوي على خط المسند القديم، وهي تحتاج إلى بعثات أثرية تفك رموزها. أما النقوش الإسلامية فلا حصر لها واستغل أبناء المنطقة القدامى هذه الصخور لنقش الآيات القرآنية الكريمة، الأمر الذي يدل على عمق الحس الديني، وتغلغل الإيمان في قلوبهم، كما كتبوا ذكرياتهم ومشاعرهم، فتجد الصخر وقد امتلأ بالكتابات العربية، المؤرخة وغير المؤرخة، ومنها طلب الرحمة والمغفرة والرضوان من الله سبحانه. ومنها صخر فيه ثلاثة نقوش أحدها مؤرخ بسنة 121هـ والآخر سنة 127هـ والثالث بسنة 155هـ  وغيرها.  

 

مهما يكن من أمر فإن تلك الآثار أوضحت لنا أرقى أشكال الوفاق مع الطبيعة  وقدرة الإنسان على ترويض الطبيعة، ولكن تلك الجهود تتضاءل أمام شموخ جبل الحجر وارتفاعها، ولا تزال تلك الجبال تخفي المزيد من الأسرار، عرف بعضها الشيخ مشرف العمري، والكثير لم يعرف بعد. و الطريق المزمع إنشاؤه والذي يصل إلى القوباء سيقوم بسحق آثار لا تقدر بثمن لتندثر إلى الأبد وتختفي إلى غير رجعة تلك الكنوز؟

 

ويحاول مشرف الآثار جاهداً أن يبعد تلك الآلات، وينقل بعض الأحجار، ويتألم كلما دمر نقش أو أزيل اثر،ويرحب العمري بكل سائح وعالم وباحث في أريحية لا حدود لها. ولا شك أن الموضوع بحاجة إلى تدخل عاجل وإنقاذ سريع،

 

 كما أن المشرف العمري بحاجة إلى دعم يتوازى مع ما يقوم به من جهد وتجهيزات تتناسب مع أهمية الموقع، وما تتمتع هذه المنطقة من طبيعة وجمال أخاذ وآثار فريدة، يجعل السياحة فيها متعة لا نظير لها، ويقصر الوصف عن حدود الروعة والدهشة التي تتمتع بها.

 

 

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *