أيتهاالنفوس المشمئزة من وهج الحياة, أيتها الأرواح المكترثة من تسارع البشرية, أيهاالباقون على موانئ السكون, أيها الخاملون على شواطئ الراحه, إنني أدعوكم إلى حديثالروح والعقل والقلبِ معاً, حديثاً يستنهض الهمة ويرفع المعنوية, حديثاً يصنع منأنفسكم عظماءً تتباها بِكم صفحات التاريخ الأبيض المشرق.
ثق تمامالثقة قبل إثارة الشكوك والريبة أن الله استودع فيك ما يميزك عن غيرك, وألهمكشيئاً ربما حرمه الكثير سِواك, وفي المقابل ليس هناك فرقٌ بين البشرية إلا بلمعانالعاملين المجتهدين والمثابرين المنتجين ” وقل اعملوا فسيرى الله وعملكمورسوله” ليس هناك على ظهر البسيطة إنسانٌ مستثنى من خطاب العمل والحركةوالنهوض إلا المحرومين من علياء المجد والنجومية, وإن أولى خطوات التنقيب عن الذاتالعامله والروح الحيوية هي إقناع النفس بأن الركون خساره, وأن القافلة لا تقف, وأنالناس في عملٍ دؤوبٍ, كلاٌ في دِثاره.
أروعنصيحةٍ أقدمها للعاجز عن الإنتاج اليوم, هي الرجوع إلى ماضي الطفولة أو ريعانالشباب, والبحث في صفحات الاهتمام عن هوايةٍ اندثرت أو نشاطٍ قضى نحبه أو إبداعٍ بالفطرة؛لتكون البداية من هناك, وعليك أن تنفض عنإبداعك غبار الماضي وأتعابه, فربما كانت المعوقات سبب اندثاره, ولأن الصحة كنزٌثمين, والوقت وقودٌ ينتهي, عليك ألا تخسر حياتك دون بصمةٍ تُذكر, أو عملٍ يُشكر,ولا تبحث عن الأعذار فليس للفشل والضعف مبرر.
يا أخيزاحم العظماء على عتبات المجد, سابق النبلاء على موائد الكرامه؛ لأنك لن تبلغالعُلاء وأنت على فراش نومك, أو على شاشات الأفلام, أو مسلسلات الهذيان؛ فكلها برسائلهاوقصصها وخرافاتها مجرد هزلياتٍ وأضغاث أحلامٍ “وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين” عش واقعك, انظر فيمن حولك وأرسم في مخيلتك طريقاً يجعلك أفضل أقرانك,وضع أمام عينيك من أعلام حاضرك قدوة, ومن منارات الماضي إسوة, ثم لا تكن في ضيقٍ مما يمكربه الحاسدون الهابطون الكُسالى.
لا تؤمنبأكذوبة الفشل, ولا تصدق أسطورة المستحيل, وتجاهل معوقات واقعك الأليم, تحرك منمكانك الذي أنت فيه, جرب نفسك كل يومٍ في شأن, حتى تجدها ثم روضها على المداومة,وعلمها الإصرار وذكّرها بويل الفِرار, حتى تقتنع روحك بالعمل, وتنبذ أعضائك الكسل,ويصبح للحياة لديك طعمٌ آخر, واعلم حينها أنك على طريق الرابحين ومسلك الفائزين,وإنك حين إذٍ لمن المهتدين.
إن هذه خواطرٌ عابره, وعِبارات خاطره, وخطابٌ من روح مُحِب, ليست كل ما جال في القلب,وليست كل ما أتمنى قوله, لكنها خلاصة القول, وفحوى الرسالة, ومضمون الخطاب,والباقي عليك أنت أيها الحائر بين دهاليز الظلام, أقتبس من كلماتنا هذه قبساًيهديك إلى سواء السبيل, ثم لا تنسى أن تتحلى بالصبر الجميل, وإني لك من الناصحين.
التعليقات