لكل ثمرةٍ سوق, ولكل إنجازٍ محفل, ولكل نجاحٍ تتويج.. وهذه الأيام تحتفل الرياض بحصاد العقول, تحتفل بالكتاب فـ تضعه بين يدي عُشاق الكلمة بروعتها التقليدية, وأمام أجيال التقنية بفلسفتهم الحديثه, ليبقى الكتاب هو صاحب الرسالة الأولى والطبق الأشهى والكنز الثمين.
أيها العرب.. انطلقت الأمم من بطون الكتب نحو الازدهار والتقدم والتطوُّر, وتسابقت الحضارات وهي تتباهى بما تستند عليه مِن حصيلةٍ علميه تحتفظ بها الكُتُب , إن علينا أن نؤمن بأن آية (إقرأ) هي رسالةً ضمنيه مفادها أن نعتني بالكتاب, فمن مدرسة الكتاب يتخرج الأدباء والعلماء والفقهاء, من مدرسة الكتاب يظهر الأجيال وبسببها يتفاوت الرجال ولأجلها تٌشد الرحال وبها يتغير الحال.
اسمحوا لي أن أستثني كُتُب المجون وروايات الخلاعة وهذيان الساقطين من جملة الإبداع الذي يُسطره عددٌ من الكُتَّاب المُلهَمين, لأننا لسنا بحاجه إلى مزيد انحدار نحو هواية العقول, يكفينا ما نحن فيه من شططِ الفِكر والخيال الذي وقع فيه بعض شبابنا وجيلنا الحاضر, وهذا يعود في نظري إلى بضاعةٍ مزجاه, غُذيت بها عقولهم, قراءةً وسماعاً ومشاهده.
دعوني أحيي رواد الكلمة, ومصانع العلوم, وأرباب الفِكر ؛ لأنهم أصحاب الفضل -بعد الله- في جمع الناس على موائد المعرفة تحت سقفٍ واحد يٌسمى بـ”معرض الكتاب” ولذلك حقٌ علينا تكريمهم لأنهم يصنعون لنا موائد العقول, فتنجلي ظُلمة الجهل عن أمتنا, ويستنير الطريق لأجيالنا بنور العلم .. فشكراً لأصحاب الأقلام.. وشكراً لمن حَفِظ لهم مِدادهم.
أختم مقالي برسالةٍ لكل كاتِب.. الكلمة بحروفها جوهرة, والجملة بمعناها لغز, والكتاب بما فيه يؤدي رسالة.. فاصنعوا من الكلمات عقود لؤلؤ, وارصفوا جُمَلاً في سطورها إستقامه! واتركوا خلفكم كُتُب خيرٍ ونفع, فهي للأمة “الورثة” كنزٌ وثمره !.
التعليقات