.
قبل برهة من الزمن ليست بالقليلة أمضيت مع ابني “باسل” أوقات ماتعة في رحاب أحد وكالات السيارات لإجراء الفحوصات والصيانة الدورية لسيارتي ، مضت تلك اللحظات حاملة في طياتها ذكريات بريئة تمخض عنها عبارات يسيرة ومثال متواضع كتبته أنذاك ونشرته ( صحيفة النماص اليوم ) بعنوان : “من ابني .. تعلمت درسي” .
يدور الزمان .. وتجري الأيام .. وتتسابق الساعات .. وأعود هذا اليوم لإجراء ما عملته سابقاً بسيارتي ،، مع اختلاف السيناريو هذه المرة .. فلم يرافقني “باسل” ولم أشاهد “الحمامة” ولم أعد أعلم حالها ومآلها ، وبقيت واقفاً مستقراءً لزمن مضى .. وللحظات لا تنتظر .. فقد تعمدت عدم اصطحاب ابني لانزعاج بعض أحبتي من مغامراته مع الحمام والطيور ، ولكن يأبى الخيال .. وتأبى الذاكرة إلا أن يكون بطل المشهد ، وحاضراً معي في لحظات صمت وتأمل ..
حينها أدركت بأن الحياة يا أحبتي .. والأعمار يا أخوتي .. تمضي بنا على سفينة الحياة .. لترسو بنا على شواطىء المقابر .. ويوماً بعد يوم ندنو إلى آجالنا .. بالأمس كنا صغاراً .. واليوم كباراً .. وغداً هرماً وشيخوخة ، وتظل أيامنا شاهدة لنا أم علينا.
بالأمس رأيت بين موعد وموعد الزمن الطويل ، واليوم يصل موعد كان بالأمس بعيد ، ليصبح حاضراً زاهياً ، وبالغد يصبح ماضياً منسياً ، فلا ترى المستقبل بعيد فستمضي بنا الأيام ليصبح حاضراً ، وأنت بالخيار إما لك وإما عليك ، فاجعلها مليئة بالاستغفار وتزود بالحسنات في يوم لا ينفع مال ولا بنون .
.
التعليقات