الكرم .. يودع حبيبه وصاحبه – للكاتب أ. سعد بن محمد العمري

( عبدالله بن علي بن غبير العمري ) ودع صاحبه وحبيبه وصديقه وجليسه … ( أبا علي ) ترك الجود يبحث له عن رفيق جديد … وصاحب عزيز … نعم أجزم بأن هناك من هو أكثر منا حزنا وأعظم منا مصيبة بفقد علم من أعلام المملكة في الكرم والجود … ولن ولم أقتنع أننا نحن بني البشر فقط من حزن وتألم على فراقه … أنا اليوم لن أكتب لكم بلساني وﻻ بقلمي فقد جائني  من هو أكثر منا حزنا على فراق  ( أباعلي )ليقول لي أعذروني بني البشر فلن تستطيعوا أن تعوا معنى موت هذا الرجل ( المكرام ) ولن تصلوا إلى شيء بسيط من حزني عليه … نعم أنا اقدر لكم أنكم احببتموه وأنكم أقمتم له جنازة عظيمة ومهيبة … كعظمة شخصيته … وهيبة قدره لم تشهد منطقتكم ( النماص ) مثلها كما وأني أراقبكم عن بعد وأشاهد صغاركم ينوحون … وشيبكم يبكون … ورجالكم يتألمون … ونساءكم يتحسرون … أشاهد منزله حزين يلتطم بدموع المواسين ويلجلج بأصوات المعزين … وأرى وادي صدرأيد يئن حزنا لفقد الكريم … وأشاهد اﻷفواج وأنتم تستقبلونها بحسرة تتصدع منها القلوب أعيش لحظاتها وهي تردد عبارات العزاء … أبكي وأحزن مثلكم فأنا ياسادتي صاحبه ورفيقه ( أن ا… الكرم ) أنعي حبيبي وصاحبي الذي عاش على ذكري سبعون عاما ويزيد… وأحببني مثلها فان كنت أنا ( الكرم ) فهو الكريم … رحم الله صديقي ( عبدالله بن غبير) من رفع اسمي عاليا … ومن جعل ذكري يتردد في منطقتكم وليس في بيته فحسب … رحم الله وجهي اﻵخر ( عبدالله )فأنا واياه وجهين لصفة واحدة … سافتقدك يارفيقي … لكن ذكراك ﻻتفارقني … وسأذكرك حينما يفاخر الكرام بكرمهم فأرد عليهم بمقولة واحدة تختصر حبي وصدقي معك و تختصر الزمن بكل ذكرياته بجانبك ( اما عبدالله بن غبير …فــﻵ )  .

نعم نعم (  فـﻵ ) أحسنت أيها ( الكرم ) ونعلم حزنك العظيم على حبيبك … فأحسن الله لك العزاء باسم بني البشر …ويا أيها البيت العظيم ويا أيتها العائلة الكريمة ويا أيتها القلوب المكلومة يا أيها اﻷخ الصادق ( محمد بن علي بن غبير ) ويا أبناء الفقيد اﻷعزاء هذا هو الكرم يعزيكم فـﻻ تحزنوا فأنتم الكرماء ابناء الكرماء ، هاهي الحشود تواسيكم فـﻻ تأسوا على حبيبكم فأنتم الصابرون المؤمنون، هاهي الدموع في محاجر المحبين تشارككم فـﻻ تنسوا أن الله مع الصابرين ، هاهي اﻻنفاس تختنق بالعبرات فتتذكر أن الكريم انتقل ليـﻻقي الكريم فتفرح له بهذا اللقاء … وهاهي القلوب الصافية تتذكر تلك اﻻبتسامات الصادقة ﻷبي ( علي ) فيتكدر صفو الحياة … لكننا نؤمن بانه كان يوزع مع كرمه الصدقات فتبسمه… صدقة  – رحم الله الكريم ( أباعلي ) رحمة واسعة تدخله الجنة .