صحيفة النماص اليوم – تقرير خاص :
نشأتة وحياتة الأسم / الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عبدالله آل شيبان .. مولده بمحافظة النماص في قرية الحتار من كعب بني عمرو عام 1329هـ ، وكان والده معلما وقاضيا وواعظا في قرى كعب وما جاورها من القرى ولحصيلته العلمية اهتم بطلب إبنه للعلمفعهد به في سن مبكرة الى معلم من اليمن حفظ القرآن الكريم على يديه. وتوفي والده وهو صغير في السن لم يبلغ الحلم فتولى اخواله تربيته في قرية آلسلآمةولحفظه القرآن كان يقوم بإمامة الناس جمعة وجماعة ، وقد غرس الله في نفسه حب العلم ففكر في السفر الى مكة ولقلة ذات اليد وصغر السن حال دون ذلك الى أن لاح له الأمل في السفر مع احد اخواله فخرج من النماص عام 1347هـ قاصدا مكة المكرمة سيرا على الأقدام . وألتحق بمدرسة الصفا التحضيرية بمكة المكرمة وعمل له اختبارا حدد له المستوى الذي يستحقه وبقي بها حتى نال شهادتها . ثم فكر في السفر الى اليمن لتلقي العلم في مدينة زبيد التي كانت في تلك الأيام مقصدا لطلاب العلم وبها تأمين لبعض المعيشة للطلاب واخذ في اعداد العدة لذلك فهيء الله له الأسباب ففي العام 1350هـ التقى في مكة بالشيخ / عبدالله السليمان بن حميد من أهل بريده وكان مرسلا من قبل الدولة للقضاء والوعظ والإرشاد فيالقنفده وما جاورها فتعرف عليهواخبره بقصده وما عزم عليه وترافقا الى القنفذه وخلال الطريق توثقت العلاقة بينهما وخاصة بعد أن عرف الشيخ عبدالله بحفظهللقرآنوحرصه على طلب العلم وإتقانه القراءة والكتابة . عند ذلك أشار الشيخ عبدالله السليمان عليهبالتوجهالى البرك وهي قرية جنوب القنفذه على البحر الاحمر لوجد عالمين كبيرين بها هما : الشيخ / محمد السالك الشنقيطي عالم في اللغة العربية والشيخ / احمد بن إبراهيم الاهدل ـ عالم في الفقه الشافعي ، وكذلك يستفاد منه في تعليم ابناء البرك القراءة والكتابة والحساب ومبادئ العلوم الشرعية فرحب بالفكرة وانتقل الى البرك في آواخر عام 1350هـ وكتب له الشيخ كتابا لأمير البرك فرحب به وهيأ له سكنا في قصر الإمارة فتحقق له ما يعينه على طلب العلم . ولازم الشيخ شيخاه ملازمة الطالب الشغوف بالعلم ملازمة دقيقة لا يكاد ينفك عنهما إلا للنوم فبرع في علم اللغة وحفظ الفية بن مالك وشروحها وتنوع علمه وتوسع في الفقه الشافعي والفرائض والحديث والتفسير. ثم انتقل الشيخ عبدالله السليمان رحمه الله الى قضاء البرك ففرح الشيخ به فقد كاننعم الناصح والموجه وكان له كالوالد الحريص على ولده لشدة اهتمامه به . ودارسه الشيخ عبدالله في بعض المسائل الفقهيه فوجده فوق ما توقع ولازمه مدة خمسعشرةسنة واخذعنه الفقه الحنبلي وعلم الفرائضواستفاد منه فائدة عظيمة . وفي عام 1355هـ تم تعيينه كاتباً لإمارة البركوإماماً وخطيباً لجامع البرك ولم يشغله ذلك عن ملازمة شيخه والنهل من معين علمه . وحين اجتاحت المملكة العربية السعودية مجاعة عظيمة عمت البلاد كلف بلإشراف على مبرة الملك عبدالعزيز رحمه الله لإغاثة البرك وبواديه . ثم عين وكيلاً لقاضي محكمة البرك ، وفي عام 1372هـ تم تعيينه قاضياً لمحكمة البرك وبقي بها إلى شهر شعبان من عام 1376هـ صدر الأمربنقله إلى محكمة النماص حيث باشر العمل بها في 1/9/1376هـ. ولم يكن العمل بمحكمة النماص باليسر او السهل كما كان الحال في البرك حيث يراجع محكمة النماص آنذاك قبيلتي بني شهر وبني عمرو كافة حيث لم يكن هناك في بني عمرو محكمة ولا في تنومة فكان يقضي جل وقته للقضاء وبرنامجه في ذلك : من الصباح الى نهاية الدوام في المحكمة وللتخفيف من معاناة الناس خاصة من كان يأتي من شمال النماص او جنوبه او من تهامة فكان يواعدهم بعد صلاة العصر جوار المسجد يسمع منهم ويصلح بينهم فمنهم من تنتهي مسألته في المجلس بالصلحومنهم من يؤجل لليوم الثاني للحكم الشرعي ثم يصلي بالناس المغرب ويعود الى المحكمة فيكتب ما سمعه من الناس ويضبط قضياهم استعدادا لليوم الثاني وبعد اداء صلاة العشاء ويعود للبيت للراحة والنوم وهكذا دأبه يوميا . وخلال هذه الفترة تدرج في السلك القضائي الى ان وصل إلى قاضي تمييز وهي أعلى رتبه في القضاء ، وبقي رئيساً لمحكمة النماص حتى عام 1402هـ أحيل فيهاإلى التقاعد . ثم تعاقدت وزارة العدل معه الى العام 1406هـ . ومن خلال هذه الحياة الحافلة بالكفاح والجد في طلب العلم فقد اتصف الشيخ عبدالرحمن بن شيبان رحمه الله خلال وجوده على رأس القضاء في هذه المنطقةبالعدل والصبر والتأني وعدم التسرع في الاحكام شديد الذكاء في معرفة الناس حازم في أحكامه لاتأخذه في الله لومة لائم ، كان ينزل الناس منازلهم ويعرف لكل قدره قريب من الناس يحضر اجتماعاتهم ومنتدياتهم ومناسباتهم واعظاً وموجهاً يزور مريضهم ويواسي فقيرهم ويسأل عن من فقدهمنهم . وكان رحمه الله يقوم ليله ويصوم الاثنين والخميس ويختم القرآن كل أربعة او خمسة أيام .. يحافظ على ورده اليومي من القرآن الكريم والأذكار لايترك صلاة الضحى يقوم الليليعرفه الفقراء والمساكين لايذكر أحداً من الناسبسوء في مجلسه دائم الذكر لا ينشغل بما لا يعنيه .
وفاته : ألم به المرض على كبر من سنه ولم يفقده ذلك أياً من قواه وحواسه ولله الحمد ، اشتد به المرض فكان صابراً محتسباً شاكراًلله ذاكراً له إلى أن وافته المنية فجر يوم السبت 9/5/1428هـ متجهاً للقبلة تالياًللشهادة متلألئالوجه باسم المحيا . وصُلى عليه في المسجد الحرام ودفن بمقابر الشرائع رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .
التعليقات
4 تعليقات على "الشيخ عبدالرحمن ال شيبان .. حياته الفكرية وسيرته العطرة بين العلم والقضاء"
رحمك الله يا جدي رحمة الابرار ، رحمك الله يافخر آل شيبان
رحمك الله ابا عبدالرحيم رحمه واسعة وجمعنا الله بك في دار كرامته ونسأل الله ان يكتب الاجر للقائم على هذا الموقع ..
رحمك الله رحمة واسعة’ اسال الله ان يجعلنا وإياه وجميع المسلمين من أهل الفردوس الأعلى،
حياة حافلة بالجد، والطلب، والحرص، والتقوى، والعدالة، والرحمة،والعطف على الفقراء، والتواضع، والخلاق…
رحمك الله رحمه واسسسعه واسكنك فسسيح جناته