إن قاعدة الفرشاة والمعجون بمفهومها الصحيح : ما هي إلا قاعدة عامية ومعروفة لدى الجميع , فمن حيث القراءة الخارجية للمعنى والذي ينص على أنه في حالة توفر الفرشاة فيجب أن يتوفر معها المعجون , ولأن المعجون هو الأساس فيجب توفره قبل الفرشاة , كما أن الفرشاة لا تستغني بتاتا عن المعجون , وكمثال عليه فلا يصح بأن نفرش أسنانا من دون توفر المعجون والعكس صحيح , إلا أن الغرض الحقيقي من ذلك والمقتصر عليه بشكل عام هو ( نظافة الأسنان ) , وحتى تكون نظيفة وخالية من التسوس والأوساخ , وتكتمل فائدتها المعروفة بأنها تحافظ على أسنانا وتبقيها نظيفة لفترة أطول من حيث مظهرها الخارجي وتجعلها ناصعة البياض , وهذا ما نتفق عليه جميعا دون خلاف . وأما اليوم .. فقد أصبحت ( قاعدة الفرشاة والمعجون ) تستغل بأسوأ استغلال , وتستخدم بشكل خاطئ وبشكل أوسع وأشمل لتكون أكثر بعدا عن مفهوما الواضح وعن فائدتها التي كانت مقتصرة فقط على نظافة الفم والأسنان , وقد أصبحت أيضا عنصرا واجبا وهاما لعملية الترقيع والتدهين , وفي عملية إخفاء العيوب وسد الثقوب , كأن يتم عكس هذه القاعدة في صالح كل مستفيد متلاعبا بها , مما جعل تسخيرها لأن تكون لمصالح شخصية بحته , كذلك لأن يهتموا ويعملوا على تعلمها وحرفتها وأيضا بالحث على نشرها , حتى أصبحت كالآفة والتي يصعب إزالتها أو تغيير فكرها الخاطئ وتحويلها إلى مبدأها الصحيح أو ما كانت عليه من قبل , مما أدى ذلك إلى أن يتم تطبيقها فعليا وعلى جميع مراحل حياتنا العامة أو الخاصة أو في مراحل حياتنا العملية أو الأسرية أو أو .. إلخ , حتى أصبحت جزأ هاما لا تتجزأ عن كافة أنشطنا الشاملة والمتنوعة , وعلى سبيل المثال لا الحصر عن كيفية تطبيق قاعدة الفرشاة والمعجون بشكل خاطئ وموسع في حياتنا العامة أو حتى الخاصة فمثلا : حينما نقوم بمدح فلان من الناس أيا كان حجمه أو منصبه أو مركزه أو أو … إلخ من أمام الناس عامة أو من أمام أي مسئول عليه خاصة أو أو .. إلخ , فالبر غم من تقصيره أو عيوبه أو كثرة أخطائه مثلا إلا أنه ومن خلال تطبيقنا لهذه القاعدة ولكن بعكسها وبشكلها الأوسع ولأشمل والمقلوب و بطريقتنا المفضلة لها , كأن نقوم بمدحه وتعظيمه وتمجيده وثنائه و و .. إلخ , وذلك من أجل تحسين الصورة الخارجية له مع إخفاء الصورة المعيبة عنه , وحتى يكون نظيفا وناصع البياض من الخارج , لكنه في الحقيقة فهو أكثر وسخا وقذارة من الداخل , وعليه إذ يتضح لنا ومن خلال هذا المثال بنجاح عملية التطبيق للقاعدة بشكلها المحكم وبأسلوبها الإبداعي والخرافي المزيف , وبفعل ذلك فلم يكن الهدف منه إلا من أجل التحسين والتجميل والتهذيب والذي قد يجلب معه النفع والفائدة لقائدها أو للمستفيد الأول منها , سواء أكان هذا الفعل المزيف على يد منفذها أو مطبقها أو مصنعها , والذي قد كان له الفضل والدور الرئيسي لأن يقوم بعكس الصورة وقلب القاعدة بعد أن كانت مقتصرة على فم الإنسان فقط , وليست على مبدأه أو شكله أو أخلاقه أو فساده أو أو .. إلخ , وختاما .. فقيسوا على ذلك بالعديد والعديد من الأمثلة الأخرى , أو بالأصح عن واقعنا الذي نعيشه ومازلنا نتعا يشه اليوم , فالمستفيد قد جعل من هذه القاعدة عدة منافع واستخدامات عديدة له وبأسلوبه المزيف إلا أنها رخيصة القيمة وهشة المبدأ , لأنه قد اقتصر أو تعود على قلب الحقائق وفي إظهار الصورة الجميلة من الخارج بينما يقبع داخله التآكل , وتبدأ عملية سقوطه لتسقط معه كل الأقنعة المزيفة , ليعود من الصفر كما بدأ أو لا شي .
التعليقات