صحيفة النماص اليوم . سلطان بن غرمان العمري ( بتصرف ) :
يُحكى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً أصيلاً محبباً إليه
ففر جواده .. وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر
فأجابهم بلا حزن .. وما أدراكم أنه حظ عاثر ..
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية
فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد
فأجابهم بلا تهلل .. وما أدراكم أنه حظ سعيد ..
ولم تمض أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب احد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه
وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ العاثر
فأجابهم بلا هلع .. وما أدراكم أنه حظ سيء ..
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجُند شباب القرية كلهم وأعُفي ابن الشيخ من القتال لكسر في ساقه .. ومات في الحرب شباب كثير
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد .. والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر ..
( قد تكون القصة من ضرب الخيال )
ولكن
العبرة :
بأن لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد .. فقد تكون السعادة طريقاً للشقاء والعكس ..
والعلم عند الله سبحانه وهو مسير الأمور ومجريها
إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر ..
ويتقبل الأقدار بمرونة وإيمان .. هؤلاء هم السعداء حقاً ..
التعليقات