لم تكن التغييرات التي فاجأت الوسط التربوي والتعليمي والفكري بشكل عام مجرد مفاجئة عابرة بل اعتبرها الكثير منهم تمثل نقطة تحول في حياة كل شخص يعيش على أرض هذا الوطن .
لكن قبل أن نعيش هذه المفاجئة بكل تفاصيلها يجب أن نفكر في أمور عدة هي الحكم في أن تكون هذه المفاجئة تجسد مرحلة سارة لنا أم كارثة علينا وذلك يقتضي منا طرح كثير من التساؤلات على طاولة الحوار .
لعل أهمها ما الأسباب التي دفعت القيادة لهذا التغيير ؟ هل يعتبر خالد هو الفيصل لحل قضايا هؤلاء المستضعفون منذ زمن غير يسير ؟ هل جاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة بناء ما هدم في السابق أم هي مرحلة تدوير فقط ؟ ما هي أبرز العوائق التي تنتظره في خططه المستقبلية ؟ من أين سيبدأ التغيير ؟ هل للمحتسبين دور في ذلك ؟ هل ستستمر المواجهة أم أننا سنشهد لحمة ووئام ؟ هل سيدير الوزير الجديد وزارته بسيفه الدائم وحزمه الإداري المعروف أم سيتبع سياسة خذ وهات يا صديقي المعلم ؟ هل سيكون الإعلام مع أو ضد هذه الوزارة عطفا على الانتقاد اللاذع في العهد الماضي ؟
من الطبيعي جدا أن نتأمل في تصحيح كثير من الأمور في ظل الدراسة المستفيضة لشخصية الوزير الجديد وقدرته العالية على وضع يده على مقود التغيير لدفع عجلة بقيت تراوح مكانها لعدة سنوات حتى فاحت رائحتها عفنا أزعج الرأي العام فأخذ ينهش لحمها كل من هب ودب كتعبير عن فقدان السيطرة على تحريك المركب بل وعدم القدرة على اختيار طريق مناسب له .
الكل ينشد النجاح في وزارة تربي العقول وتغذيها بالعلم والمعرفة لتكون لبنة صالحة في بناء مجتمع ينظر إليه القاصي والداني بأنه الأمثل ، ولكننا نعترف بأن ذلك لن يحدث إطلاقا إلا في حال توفر العقلية الإدارية الفذة وقدرتها على رسم خطط سليمة لمرحلة التغيير ثم الانتقال لمرحلة التطوير التي فشلت في مرحلة سابقة.
الحلم يتركز حول أمرين أولهما كيف ستُبنى العلاقة بين الرئيس والمرؤوس للتخلص من الفساد الإداري والمالي في أروقة الوزارة وفروعها في المناطق والمحافظات وكيف ستكون الآلية صحيحة لوضع كل رجل مناسب في مكانه المناسب الذي سينتج فيه ، وثانيهما ماذا ستقدم الوزارة لجنودها في الميدان حتى تستطيع مطالبتهم بنتاج تراهن عليه في الحصول على أعلى درجات التفوق وليس النجاح !
* ضيف صحيفة النماص اليوم
أ. عبدالله الفلاح
كاتب وناقد
التعليقات