يؤلمني ويحزنني واقع بعض فئات مجتمعنا السعودي في تعاملهم تجاه الفتيات ، وما يؤلمني أكثر تزايد قضايا العضل بشكل ملحوظ حسب الإحصائيات الصادرة من وزارة العدل .قال ابن تيمية – رحمه الله – : ( فليس للولي أن يجبرها على نكاح من لا ترضاه ، ولا يعضلها عن نكاح من ترضاه ، إذا كان كفئاً باتفاق الأئمة ، وإنما يجبرها ويعضلها أهل الجاهلية ، والظلمة )تجاعيد وأنوثه،،يا رجلاً لم ترسم الفرحة على وجهها ، يامن خذلتها ونقضت ميثاق الولاية ، هل لك أن تخرجها من قفص العضل ؟ وتقربها من قطار الزواج ؟ حق مُنتهك ،،سُجِنَت في إطار قبيلتها وأبناء عمومتها بقولهم ” البنت لولد عمها ” ، داخل عادات و أعراف ما أنزل الله بها من سلطان ، وكأن رأيها ورغباتها جُرم تحاسب عليه ، مُتخنه هي بالهموم لطمع ولي أمرها في راتبها أو في ميراثها لذلك وجب عليها أن تبقى تحت سلطته .توقف عن الحديث على لسانها بقولك ” البنت مو موافقه ” ، توقف عن قول ” فلان ليس بكفء ولا يناسبك ” ، دعها تختار وتقرر فنحن لسنا في زمن العبودية.تنازل عن أنانيتك وعنفوانك وكبريائك ولا تكن كالحجرة تعثر طريقها. فتاةٌ مستجيره ،،تطلب أبسط الحقوق ( استقلال ، تكوين أسرة ، رؤية زينة الحياة الدنيا حولها ) ، تخاف من مجابهتك والوقوف أمامك في المحكمة ، تخشى من رفع قضية عليك ترجع لها حقها المسلوب ، يرعبها التفكك الأسري الناتج عن مطالبتها بحقها و مستقبل مجهول مرتبط باختيارها . شتات ،،نحن نعيش بهذا الواقع في جاهلية يُفترض أنها ولّت وانقرضت ، من هي تحت ولايتك أصبح كل ماحولها باهت لا لون له ، الهواء المحيط بها باردٌ حد الوجع ، فلا عجب إن تعرضت إلى أشد الضغوط النفسية فأنت تدفع بها إلى الإكتئاب ، الهروب ، الإدمان ، الإنتحار واللجوء إلى الحرام والعياذ بالله ، فقط ضع حديث الرسول عليه السلام أمام عينيك ” استوصوا بالنساء خيراً “.
نوف بنت عبدالرزاق بديوي
ماجستير إدارة وتخطيط
جامعة تبوك
التعليقات