المُجتَمع المثالي هُو مُجتمًع يَرى نفسَهُ مثاليا .. مثًاليِا جدا ..
و في كُلِ شَيء .. يُؤمن ايماناَ مُطلقا بنَظريةِ المُؤامرة ..
كل جِهازٍ يُصنع .. مَا هُو إلا آداة هَدامة صُممت خِصيصَا للفتَك بهِذا المُجتَمع !!
أفرَادهُ مُعتزُون بِهَويتِهم .. فخَورُون بثِقَافتهِم .. و فيِ الوقتِ ذَاته مُستعَدين لتَقبُلِ أَي شَيء .. و اكتِسَاب ِأَي ثقَافَةٍ مِن الآخَرين ..
مُجتمعٌ , أفرادهُ يتم تَصنيفهم كما تُصنف خُطُوط الكَهرباءِ ..
و يَستمرُ فِي هذا السُلُوك الجاَهلي , رغم نتن ريحه ..
الرِجالُ ساَخطُون فيه..”غَربُوا نِسَاءَنا ” … و النِسَاء ُسَاخِطاتٌ .. ” أين حُقوقنا “..
مجتمعٌ , يعتنق الفكر الذُكوري.. يَغفرُ أخطاءَ الرَجلِ دُون المَرأةِ ..
يَثقُ بِالطَبِيبِ و المُهَندسِ و الكاتبِ .. و لا يثَق لا بِجَراحةٍ و لا بِكاتبةٍ وَ لا وَ لا …. إلا بالمُعلمة ..
يَثقُ بِهِندوسيٍ قاَدمٌ من مُجتمعٍ لا يَعرفه ليقود السيارة بأهله.. و لا يثَقُ بنسائه و لا حتى برِجالهِ..
المَرأةُ لَديهم مُشكلة .. بَل هِي سببُ كُل مُشكلة ..
مُبدعُون بسُوء الظنِ .. و عدم التمَاس الأَعذَار ..
الشَرفُ لديهم في الأَجسَادِ فقَط .. و لَيس في العَمل و التَعامُلات و الحَياة كَكُل
تُوضعُ أصُول المُشكلاتِ فيه أَعلى الرف , بَعيدا عَن مُتناولِ الأَطفالِ .. وَ الكِبار أيضَا ..
بينَما التَوافه و النَتاَئِج على طَاوِلةِ النِقاشِ !!
مُجتمَع تُهمهٌ ظَواهِر الأَشياَءِ مِن باَطنها ..
مُجتمَعٌ التناقُضُ أَبرَز سِماَتهِ ..
مُجتمعٌ مغرمٌ بنَقد الآخَرين .. و لا يَتقبل أي نَقدٍ منهم .. و إن كَان بناءاً
و الخِلاف عِنده يُفسُد للودِ ألف قَضية ..
و الدليل هو النقدُ القَابع خَلف هَذا المَقال !!
فِي أي احتِفاءٍ وطني لديهم .. لا تتَمكن من التًمييز بينَ سعَادتِهم و حزنِهم ..فهل تَصل بِهم السعَادة حَد اتلاف المُمتلكات الخَاصة و العَامة أيضَا ..
مُجتمعٌ يعتنقُ ديناً .. و لا يُطبق مِنه إلا الأَحكام مُتناسيا أنه دِين أخلاق
مُجتمعٌ لا تُحبه المُجتمَعات الأخُرى .. رغم المَبالغ الطَائِلة وَ التبرعاَت التي ينفقها عليها ..
فنانُون بتمثيلِ أنفُسهم خَارج المجتمعِ .. إلى درجةِ رَمي النُفايات فِي كُل مكانِ و الصراخ .. و السُخريةِ من الآخرِين .. اسمهم لا يأتي إلا متأخرا في الإحصائيات الدولية ..
و عَلى صَعيدِ منُظمَاتهِ .. فَالأهم .. هُو سَير العَملِ بلا شَك .. بِلا كَوارث .. و بِلا إبدَاع أيَضا
و هُناك أماكنٌ شاغرةٌ للغشِ و الفسادِ و سَرقة ِالأموالِ ..
يَنتقي من الإعلامِ سَيئه .. و مِن الفنُون أَرذلُها ..
مٌتناسيا أصلَ الفنون .. و جَمالها .. و الوَجه الآخر لها .. و مُتنَاسِيا قدُرتِه عَلى تَسخيرِ الفنُون لخدمةِ شَبابه ..
فيه تُطبعُ الالاف مِن الأوراقِ .. و تَضيعُ مَلايينُ السَاعَاتِ .. و تُبذلُ قٌصَارى الجُهودِ .. من أجلِ أُمُورٍ لا تُسمِنُ و لا تُغني من جُوع !!
انه حقا مُجتمعٌ مثالي !!
التعليقات