في مطلع هذا الاسبوع سمعت على اذاعة السعودية في البرنامج العام لقاء حول التراث الشعبي في منطقة الباحة وكان الحديث شيق عن حفظ الموروث وتداوله مع احد المسؤولين في جمعية فنون الباحة ، إلا ان هناك وصلة غنائية كانت بمثابة التجسيد للون الخطوة التي تعرف بـ ( اللعب ) في المصطلح المحلي رافقت اللقاء ، وهو لون جنوبي قديم .
جمعية الثقافة و الفنون ، هنا تقدمت كلمة الثقافة قبل الفن ، اي ان التراث و الفلكلور ارث حضاري وثقافي تتداوله الاجيال دون المساس بجوهره ، ولمن اراد تجميله عليه ان لا يمس الصورة الاصلية ولكن له ان يغير نوع الاطار الذي يحمل تلك الصورة الجميلة . تحريف الفلكلور او التراث عن مساره يسبب تشوه واعاقه مستديمة تدخل المستمع في جدل اقتناعه بالالوان التراثية بعد تشويهها .
ماحدث في الوصلة الغنائية المرفقة هو سوء ونشاز مطلق في الاداء ، فليس كل من اراد ان يتغنى بشي من التراث مضى وقضى ، اما ان يغنيه على ” التيمة ” الفنية الصحيحة بنفس ” الراحلة ” الجنوبية او يتوقف ، هناك كان الغناء على طبقة ” السوبرانو” وهي طبقة نسائية عالية اتجه لها اغلب الشبان في هذا الوقت وذلك لعجزهم في التدرج بطبقات الصوت واغنيات “الهوى” ، واللون الشعبي لـ”الخطوة” يتطلب طبقة وسط ، علماً بأن أعلى طبقة حسب التصنيف هو (السبرانو) ثم يليه( الألتو) الأقل حدة ثم( التينور) صوت الرجال الحاد ثم( الباص ) وهو الأقل طبقة وبين هذه الطبقات تجد أسماء طبقات فرعية.
ويعتبر لون ” الخطوة ” على مقام الرصد “راست” سي مون ، ويجب ان تكون درجة الصوت ( الباص ) هنا ويكون مستوى الصوت وسط ، حتى يستطيع المؤدي النزول الى درجة ( القرار ) و العلو الى درجة ( الباص ) ، وكذلك تعتبر ” طبقة صغيرة ” وغالباً اغاني الطبقة الصغيرة تغنى مع جميع الالات الموسيقية من الدف حتى الربابة .
رسالة الى جمعة الثقافة و الفنون في الباحة ، نرجو التريث في قبول الاعمال الفنية التي تمثل المنطقة و التراث على وجه العموم ، وليس من العيب التثقف في فنون الصوت و الاداء واعطاء مسؤولي القسم الفني دورات داخلية او خارجية في تحسين الذائقة والحفاظ على الارث الفني الذي يمثل الواجهة الرسمية لثقافة و فنون المنطقة و الدولة على وجه العموم .
ضيف صحيفة النماص اليوم الأستاذ : فواز المالحي – صحافي سعودي
fwaz_malhe@
التعليقات