صحيفة النماص اليوم . سلطان بن غرمان العمري :
رأت زوجة المعتمد بن عباد (الذي كان ملك من ملوك الطوائف) ذات يوم أطفال يلعبون بالطين
فاشتاقت لأيام الطفولة وهي تلعب بالطين
فطلبت الملك أن تلعب في الطين ، فعزت عليه نفسه ان يرى زوجته وبناته يلعبون في الطين
فأمر ان يملأ ممر القصر بالمسك و العنبر والكافور ويخلط بالطين لكي تلعب زوجته فيه بمعية بناته
ومرت الايام وصارت امارات الاندلس تقع في يد النصارى
دخل المرابطين وطردوا النصارى وقتلوا كل ملوك الطوائف الا المعتمد بن عباد سجنوه في (أغمات) في بلاد المغرب
ويوم العيد زارته زوجته وبناته فشاهد البؤس عليهم ، والعذاب في وجيههم ،وأشكالهم المتسخة ، وأرجلهم الحافية
فتقطع قلبه وهو ينظر لأهله وهم على هذا الحال ، وتذكر ايام عزه ، وبذخه في المال ، ثم أنشد قائلاً :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في (أغمات) مأسورا
ترى بناتك في الأطمارجائعة
يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعـة
أبصارهن حـسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءته
فعاد فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلا
فردك الدهر منهيا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر به
فإنما بات في الأحلام مغـرورا
التعليقات
2 تعليقات على "كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا"
فعلاً قصيدة مؤثرة , وطرح جميل جداً خاصة في هذا الزمن , وياليت بعض الرؤساء يتعلمون من الماضي .
قصيدة ومشهد جميل
يجب على الإنسان أن يتفكر في حياته وأنه لا شيء يدوم في هذه الحياة على حاله فيوم لك ويوم عليك