في كل عام يحتفل الشعب السعودي بيومهم الوطني، وفي كل يوم وطني تتنوع مظاهر الاحتفال الشعبي، وكالعادة تكون احتفالات فئة الشباب، في ( وطن الشباب) الأكبر في العالم، هي الأكثر عنفوانًا وحيويةً وصخبًا، وفي كل حفلةٍ وطنيةٍ شبابيةٍ نرى ( ابتكاراتٍ ) جديدةً، و( تقليعاتٍ ) غيرَ مسبوقة، للتعبير عن الفرحة في يوم الوطن .
وخصوصية احتفال الشباب بوطنهم، وما فيها من إغراب وانفراد، أمر طبيعي متوافق مع خصوصية المرحلة العمرية وطبيعة تفكيرها و( مزاجها )، يجب توفيركل الظروف المناسبة لتقبلها واستيعابها شعبيًّا ورسميًّا، والتعامل بحكمة في ضبط إيقاعها، حتى لا تخرج إلى أي محذور، من تعطيل حركة أو تعد على ممتلكات عامة أوخاصة، وحتى لا تستغل في ( مؤامرات ) اختطاف العقول واستلاب العواطف من الخوارجالمغرضين، وأنا على يقين تام بأن إبداء الإعجاب بأي صورة من صور احتفالهم التي لاتخرج إلى تلك المحاذير، ورعايتها والاحتفاء بها، هو الطريق الأمثل لضبطها واحتوائها والإفادة من طاقات الشباب فيها.
في حفل اليوم الوطني الرسمي الذي أقامته إمارة منطقة عسير في العام الماضي 1433ه، الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، في ساحة البحار بأبها، كان من فقرات الحفل التي عرضت أمام الجمهور، برعاية سموه الكريم، فقرات شبابية، مثل عروض التزلج على الأحذية المتحركة، وعروض الدراجات النارية، وعروض السيارات المعدلة، وقد كان أداء الشباب فيها مذهلا، وحظيت بقبول واسع من الجمهور، وكانت علامات السعادة والرضا والانبهاربادية على وجوه أولئك الشباب، وهم يرون احتفاء ( الحكومة ) و( الشعب ) معًا، بجملة من ) إنجازاتهم ) التي كان النظرة إليها إلى عهد قريب نظرة سلبية ماقتة. وقد كانت سعادتي والله بتلك الفقرات الشبابية الخالصة أكثر من سعادتي بمشاركتي أنا في ذلك الحفل بقصيدة عربية فصيحة.
إن إحضار هذه ( التقليعات ) وغيرها من الشوارع البعيدة والميادين المعزولة إلى قلب مقر الاحتفالات الرسمية، وإن حراسة تلك الممارسات وتسهيل إنجازها، بدلا من محاصرتها واستعدائها، هو السبيل الأمثل للتعامل معها، وقد كانت تلك بادرة بناءة وسبقًا موفقًا، للأمير الشاب، الذي ثبت لشباب منطقة عسير بالوقائع والمواقف : أنه لا شيء أهم منهم على الإطلاق في سلم أولوياته.
التعليقات