الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٣٠ شوال ١٤٤٦ هـ

افتتاح معرض الحنين إلى مكة بهولندا

افتتاح معرض الحنين إلى مكة بهولندا

 صحيفة النماص اليوم  :

افتُتح أمس الثلاثاء في مدينة ليدن بهولندا أول معرض من نوعه تحت عنوان ‘الحنين إلى الحج’، ضم بين جنباته آثاراً وتحفاً فنية، ومخطوطات نادرة، وقصصاً شخصية إنسانية معبرة، تحمل زائر المعرض في سياحة في تاريخ الحج، حيث تنقل له الوسائل التقنية الحديثة مجسمات تحكي شعائر الحج خطوة بخطوة.

ويُعد هذا المعرض -المقام داخل متحف العلوم الشعبية ‘موزيم فلكسكوند’- الأول والأكبر من نوعه في هولندا، لكونه مختصاً بجمع وتوثيق رحلة المسلمين إلى الحج على امتداد الألفية الأخيرة.

ويتزامن المعرض مع رحلة المسلمين هذه السنة إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. ويستمر المعرض في فتح أبوابه أمام الجمهور حتى 9 مارس/آذار 2014.

 

وينظم المعرض من طرف متحف العلوم الشعبية في مدينة ليدن، بالاشتراك مع المتحف الوطني البريطاني في لندن. كما أسهم متحف العلوم الشعبية في تجميع المعروضات التي بلغ عددها 370 قطعة، وشارك في جمعها أكثر من 35 مساهماً من المختصين في جمع الآثار الاسلامية من أنحاء العالم.

وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي المعرض قصصاً شخصية وتجارب مروية لحجاج من هولندا، وشروحاً مكتوبة بالوسائل السمعية والبصرية لشعائر الحج، وخاصة الطواف بالبيت الحرام والوقوف بعرفات.

وبحسب المنظمين، فإن الهدف من هذا المعرض هو استعادة ذكريات اللحظات الروحية التي عاشها من زار الديار المقدسة، وإتاحة الفرصة لمن لم تسمح له الظروف بأداء الفريضة بأن يطلع على مراحل الحج كاملة.

انطباعات الزوار
وأوضحت فلوت شخولت -إحدى مصممات المعرض- للجزيرة نت أن زيارة المشاعر المقدسة ليست متيسرة لغير المسلمين، لذلك فهذا المعرض فرصة لهم لكي يتعرفوا على تفاصيل تلك الشعائر الاسلامية التي يؤديها سنوياً ملايين المسلمين، والوقوف على الأجواء التي يعيشها الحاج في تلك اللحظات المؤثرة في حياته.

وتحدثت علياء عزوزي -وهي إحدى العاملات في تنظيم المعرض- عن أنها لمست تجاوباً كبيراً من الجالية المسلمة في هولندا من خلال حضورها للمتحف.

وفي حديث للجزيرة نت مع عدد من زوار المعرض على هامش مراسم الافتتاح، أعربوا جميعهم عن إعجابهم بما شاهدوه وما لمسوه من جهد بُذِل في تنظيمه يستحق التشجيع.

وتقول سعاد بولكوب -وهي إحدى الزائرات من أصول مغربية- ‘كنت قد أديت فريضة الحج، وكل ما أراه اليوم يذكرني بتلك الأيام الجميلة وزاد من حنيني إليها. إنها لحظات لا تنسى‘.

وقال برهان تشارلاق -من أصول تركية- ‘إنني أشعر بالخجل كمسلم أجهل شعيرتي وأتعلمها من غير المسلمين وبهذه الطريقة الجميلة والراقية والمعبرة في نفس الوقت‘.

الهولندية ريمكا أعربت بدورها عن إعجابها بالطريقة التي أُخرج بها المعرض، وقالت ‘قرأت عن الحج، وأعرف أنه لا يمكن لي زيارة تلك الأماكن لأني لست مسلمة ولذلك جئت لأرى وأسمع المزيد عنه’، مضيفة أنه ‘شعور جميل لا يوصف، أحسد المسلمين عليه‘.

وفي إحدى الغرف وضع مجسم للكعبة أحيط بشاشات ضخمة تنقل أجواء الطواف ومدى الازدحام الممزوج بأصوات التهليل والتكبير.

وفي ركن من أركان الغرفة وقفت إحدى الزائرات رافعة يديها مبتهلة إلى الله والدموع تنهمر من عينيها. وعندما اقتربت منها وسألتها عما يبكيها قالت ‘هي لحظات عشتها وكنت أتمنى أن أعيشها من جديد، ولما شاهدت المجسمات المعروضة شعرت كأني الآن هناك فدعوت الله الذي لن يخيب رجائي‘.

رشيد أوشارية -دليل للمجموعات الزائرة للمعرض من الطلبة والجمعيات الكشفية والمؤسسات الثقافية والإسلامية- قال إن المدارس والجمعيات بدأت تحجز لزيارة المعرض، ومن المتوقع أن يؤمه جمهور كبير من داخل هولندا وخارجها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *