صحيفة النماص اليوم :
قال والد الشاب بندر بن علي الشهري الذي توفي الجمعة الماضية بعد مطاردة الدوريات الأمنية له على الحزام الدائري بمدينة أبها إن الفاجعة لم تكن بالسهلة عليه وعلى زوجته ” أم بندر ” وخلفت الحادثة العديد من المآسي متسائلا: هل إبني إرهابي؟ أو مجرم ذا خطورة على الوطن حتى يحدث له ماحدث؟ متألما من تصرف الجهات الأمنية التي تركته غارقاً في دمائه من الثالثة فجراً وحتى شروق الشمس, واصفاً المنظر باللاإنساني, مستشهداً بأن ضمير الإنسان يؤنبه على منظر حيوان ملطخ بالدماء فكيف ببشر يصارع الموت, بكسور عدة في الرقبة واليد والقدم والظهر.
وكشفت مصادر مطلعة أن الدوريات التي قامت بالمطاردة لم تبلغ غرفة العمليات بأنها تقوم بمطاردة شاب, في مخالفة للأنظمة التي توجب على أي رجل أمن أن يأخذ الإذن الرسمي من العمليات المركزية قبل البدء في أي مطاردة, وأشار المصدر إلى أن التحقيقات تركزت على قائدي دوريات أمنية فيما لم يتم التحقيق مع رجل المرور المشارك في المطاردة.
وقال والد بندر الشهري كان لدي شكوك كبيرة في أن القضية جنائية, وفور علمي بأن تسليم الجثة سيتأخر تأكدت شكوكي, مشيرا إلى أن انشغاله بإجراءات الدفن وحزنه على فقدان ابنه بندر جعلته غير مدرك لحقيقة ” ساهر ” وتصوير الدوريات والأنباء المتضاربة حول ذلك.
وبلهجة يملؤها الأسى عبر والد بندر عن عميق حزنه جراء تحويل فرحة عائلية إلى عزاء بعد أن تقرر إقامة زواج بندر على ابنة عمته التي تقطن المنطقة الجنوبية, إلا أنها بدلا من السفر للزفاف سافر لاستلام جثمان أبنه, وزيارة المقابر وفتح خيمة العزاء واستقبال المعزين بدل المهنئين.
وقدم وجهاء من دول الخليج برقيات عزاء ومواساة لوالد بندر, من أسر مالكة وسفارات خليجية بالمملكة, وأكد والد بندر أنه لم يتلق أي اتصال أو عزاء من أي جهة أو مسئول بالمملكة.
وعن أبنته التي أصبحت بلا محرم في منطقة عسير, قال والد بندر أنها أصبحت وحيدة في منطقة عسير, فهي تعمل معلمة في المنطقة, وبعد وفاة بندر لا يوجد لديها محرم حاليا, وتقطع ما يزيد عن 600 كم ذهابا وإيابا كل يوم, وحادثة الوفاة خلفت مآسي متعددة, فأنا مستقر في مدينة الرياض أرعى والدي المقعد ويعاني من أمراض القلب والسكري والزهايمر وغيرها ولن أستطيع التخلي عنه فقد فقدت ابني ولا أريد فقد والدي, وأبناء في الرياض في مقاعد دراسية, وابنتي في المنطقة الجنوبية وحيدة, وأناشد سمو وزير التربية والتعليم بتفهم معاناتنا ونقلها لمدينة الرياض.
ووالدة بندر لم تكن هي الأخرى أحسن حالاً من عائلتها, فقد كشف زوجها أنها تعرضت لانهيار عند تلقيها الخبر، ما اضطر أبنائها لاستدعاء الطبيب لمتابعة حالتها، إذ إنها لم يدر في خلدها أنها ستفقد ابنها الذي قضى شهر رمضان الماضي كاملا بجوارها، واكتملت فرحة العيد به.
من جانب آخر نفى الناطق الإعلامي المكلف بشرطة عسير النقيب محمد مشبب الشهراني ثبوت إدانة الدوريات الأمنية في الحادث, وبين أن الدوريات الأمنية لم تكن في مطاردة الشاب بندر علي الشهري، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية، وقال : الجهات الأمنية مهتمة بالتحقيق في وفاة بندر إثر حادث مروري “انقلاب دراجة نارية” فجر الجمعة الماضي، وذلك بمتابعة مستمرة من اللواء عبدالرحمن الأحمدي مدير شرطة منطقة عسير، منذ بداية وقوع الحادث، حيث تواجد بالموقع كافة المسؤولين بالقطاعات الأمنية لتحديد أسباب الحادث واتخذت كافة الإجراءات الأمنية التي تكفل التوصل للأسباب الحقيقة وراء الحادث علما بأن التحقيقات لازالت مستمرة من قبل جهات الاختصاص.
وحول ما تداولته بعض الصحف المطبوعة والإلكترونية عن تسبب دورية أمنية في وقوع الحادث جراء مطاردتها للمتوفى قال «هذا لم يثبت حتى تاريخه ومأخوذ في الحسبان التأكد من ذلك من قبل جهات التحقيق، ونبقى جميعا في انتظار نتائج التحقيق التي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق».
التعليقات