صحيفة النماص اليوم :
الشاعر القدير سعيد بن ذياب العمري شاعر جمع بين الأصالة والعراقة العربية , وربط بين الفنون والأغراض الشعرية , فقد أختلط صوته العذب بقوة الأداء المميز فسحر بذلك محبيه وأتعب منتقديه واطرب مستمعيه , شاعر له وزنه وثقله في الساحة الشعرية الشعبية , غاص في بحور الشعر حتى أصبح من عمالقته قولا ومعنى , صنع بموهبته الشعرية وخياله الواسع قصائد جزلة مزجها في قوالب إبداعية نالت استحسان جماهيره في جميع أقطار الخليج , يلقي قصائده الرائعة في المناسبات العامة والخاصة بصوته الرخيم وهيئته البدوية التي جمعت الشعر مع الشخصية .
لا يكاد يبحث عنه الباحث في أروقة الساحات وفي مجالس الشعراء وفي وسائل الإعلام الحديثة بمختلفها إلا ويجد شموخ شاعر يمضي بقوة تأسر شغاف القلوب , وجزالة أحرف تموج في بحور عذبة ونقية وقوافي رقراقة ندية , وحينما يرتدي “الجنبية الجنوبية” ويمسك بيده طرف الفتيل يتعجب الناظر من تلك اللوحة الفنية المتحركة , فالهيبة الشعرية المطرزة ببراعة اللهجة تأسر الأفئدة وتحبس الأنفاس .
إن ابن ذياب حافظ على شموخ الرجل العربي الفذ الأصيل , المتجسدة في كثير من ملامحه وهيئته التي تتماشى مع شعراء العصر الجاهلي ، فحينما تجود قريحته الشاعرية تطفي لهيب شوق المشتاقين , لإبداعه ونبرة صوته الجياشة التي ترن في مسامع محبيه , فهو شاعر أصيل تشكلت شخصيته وهيبته الشعرية من قصائده التي نظمها من حروف ذهبية تألقت بلمعان النجم الذي لا يغيب , فقد امتطى صهوة الشعر فروضه بقريحته التواقة وشكل به أجمل الصور ، وصعد الجبال الشم فأرسل قصائده نسيم معطر ينتثر فوق السهول والهضاب .
ابن ذياب شاعر متفرد لا يمل السامع من صوته عندما يزأر بقصائده أو يشدو بها , لقد أقصاه الإعلام فرفعه شعره ، وتجاهله البعض فاستمالهم بصوته , وتباعد عنه أشخاص ففتح لهم قلبه , فكانوا له محبين ولشعرة منصتين ولأدائه راغبين فتعالى في سماء الشعر بكل فن وإبداع , فله من الشكر أزهار الرياحين و من الثناء باقات الورد ومن الوفاء أحلاه وأوفره .
التعليقات