الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

اللقاء الخاص مع الكاتب أ. مجيب الرحمن بن عبدالرحمن العمري

اللقاء الخاص مع الكاتب أ. مجيب الرحمن بن عبدالرحمن العمري

 

الكاتب الأستاذ مجيب الرحمن بن عبدالرحمن العمري في لقاء مثير وحصري ..

بعض مقالاتي أوصلتني إلى ردهات المحاكم .. ومقال آخر هددت بالفصل من عملي بسببه .

 

حينما تقرأ له فإنك تتهيأ لإستقبال سيل من الثقافة والمعرفة والمعلومات

تمتاز مقالاته وأدبياته بعمق المعنى وبساطة المفردة ونضج النص الكاتب الأستاذ مجيب الرحمن بن عبدالرحمن العمري ضيفنا فمرحباً بك ،،،

 

1.دعنا نسألك في مستهل حوارنا عن بداياتك الثقافية وكيف تعرفت على هذه الموهبة والقدرة؟

في البداية اتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة النماص اليوم على هذا اللقاء ممثلة في الأستاذ القدير ذو الخلق النبيل / محمد العمري واتمنى ان يكون لقاؤنا يحمل بين طياته مايفيد القارئ الكريم

بالنسبة للقدرة على الكتابة فهي ثمرة من ثمرات القراءة المتنوعة منذ صغري فلك أن تتخيل اني كنت وانا في سن مبكر جداً ربما في الثالثة عشرة من العمر او نحوها اقراء مقالات صحفية مختلفة حينما كان والدي حفظه الله يجلب لنا بعض الصحف ، وقد غرس فيَنا حُب الثقافة والأدب من خلال ما كان يلقي علينا من بعض الأبيات الشعرية الفصحى وكان أيضاً يزودنا بالكتب التراثية المختلفة التي تميل الى الجانب الأدبي والديني ومن هنا زرع فينا حب الثقافة والاطلاع وتشكلت بذلك بيئة خصبة من المعلومات الثقافية المتنوعة التي استطعت أن اغترف منها ما أود الكتابة عنه من قضايا ، وقد تعرفت على هذه القدرة من خلال اشادة بعض الأساتذة في المدرسة وكذلك الرسائل البريدية التي كنت أجيد كتابتها وتبادلها مع بعض الأصدقاء والأقارب في مرحلة ما قبل الانفتاح الإلكتروني .

 

2.وماهو أول مقال كتبت؟

كنت مغرماً بكتابة الخواطر الخاصة ، وقد كانت بداية كتاباتي في هذا النوع من الكتابة حيث أشعر انها تعطيني متسعاً من القدرة على الإبداع ومحاكاة بعض المواقف وتستطيع ان تملى الخاطرة بمزيج من الصور والاخيلة حتى تتجلى لديك خاطرة فاتنة مليئة (بالفضفضة ) الخاصة ، لكن يعاب عليها انها لا تخلو من المشاعر المختلفة التي قد تضعف النص من النواحي الأدبية .

 

3.مَن مِن الكُتاب أثار اهتمامك وإعجابك وتأثرت به؟

في الحقيقة إنني منذ زمن طويل كنت أقرأ للكاتب والأديب الأستاذ / عبد الله الجفري فقد كان هذا كاتباً وجدانياً حاصلاً على جائزة الإبداع في العالم العربي في فترة سابقة إضافة الى ذلك فإنني من محبي كتابات الدكتور هاشم عبده هاشم فهو يكتب بحكمة وبحنكة متميزة ورغم اختصاره إلا انك ترى استشرافاً لمستقبلنا السياسي والثقافي والكثير من الكتُاب الذين اصبحوا أصدقاء فيما بعد كالصديق أحمد عائل فقيهي والأستاذ إبراهيم الألمعي وكل ذي قلم مخلص .

 

4.كيف تبادر لذهنك فكرة نشر مقالاتك؟

في فترة ما وقع في يدي كتاباً للروائي الكبير الأستاذ (حنا مينا ) كان يتحدث فيه عن معادلة الكاتب والقارئ وأن هذه المعادلة متساوية الأطراف فلا كاتب بدون قارئ ومن هنا قررت أن أقوم بنشر بعض من مقالاتي حتى أرى هل هناك قارئ؟ والنتيجة كانت مفاجئة بالنسبة لي .

 

5.ما هو أول مقال نُشر؟

اول مقال تم نشره عبارة عن خاطرة وجدانية بعنوان (عودة ) حيث نشرتها في صفحة سوق عكاظ بصحيفة عكاظ .

 

6.وكيف كانت ردود الفعل؟

كنت متفاجئاً بردود الأفعال من الزملاء والأصدقاء الذين اتصلوا علي وأشادوا بتلك الخاطرة التي أظن الآن إنها بسيطة ولم تكن بالصورة الجيدة التي كنت أرغبها ولكن المفاجئ في الأمر أن هناك صديقا لي كان يعمل جندياً في المرور ولم أتوقع يوما وخاصة في تلك الفترة انه يقرأ الصحف فأجاني ذلك الصديق بأنه قرأ تلك الخاطرة في ذلك الركن المنزوي من صحيفة عكاظ كان هذا بمثابة دليل كاف على ان هناك قارئ ينتظر بعض البوح وثرثرة القلم الجميلة .

 

7.من شجعك ؟ ومن ثبطك؟

الكثير شجعوني على الكتابة ومنهم الروائي الكبير الأستاذ /عبده خال الذي قال لي يوماً كلما كتب الإنسان كلما خطى الى الامام وكذلك الأستاذ والشاعر المبدع / عبدالمحسن يوسف الذي وجدت منه توجيهات مختلفة كانت بمثابة منارات لازالت الى الآن توضح لي معالم الطريق كما لا أنسى الأستاذ محمد الغامدي من صحيفة الوطن وغيرهم الكثير من الأساتذة الذين نشروا مقالاتي في صحيفة عكاظ والجزيرة والشرق ومن هنا اشكرهم كثيراً وأسال الله لنا ولهم التوفيق والسداد .

 

8.عادة تتطرق المقالات لمواضيع متعددة تهم المجتمع والناس، ومن خلال قراءة كتابك نجدك تطرقت لأكثر المواضيع ..كيف تختار الموضوع؟

في الأبحاث العلمية عادة ما يكون هناك مثيرات تثير المشكلة ( العلمية ) في ذهن الباحث هذه الإثارة تجعله يسعى إلى وضع دراسة علمية تحدد المشكلة وتسعى الى إيجاد الحلول وكذلك المقال بالنسبة إليَ هو عبارة عن اثارة لموضوع ما سواء كان على مستوى المجتمع المحيط أو يكون على مستوى مجتمعنا في المملكة وأحيانا تكون قضية عامة تهم جميع الناس ومن خلال هذه الإثارة اجد نفسي أتناول القضية واسلط الأضواء عليها قدر الإمكان وأضع الحلول التي أراها مناسبة .

9.ماذا تراعي في اختيارك؟

أحيانا أجد المقال يكتب نفسه بنفسه فبعض المقالات يضل هاجساً الى أن أبثه على الورق وهذا النوع من المقالات أو الخواطر يضل الأجمل عندي ويظهر بصورة افضل بكثير من مقال اثارته قضية عابرة أو كتبته نتيجة حدث طارئ وعلى كل حال انا أختار المقال الذي يتفاعل مع هموم المجتمع ومشكلاته فأسعى جاهداً الى تسليط الضوء على القضية المثارة بما يتفق مع ثوابتنا الدينية والوطنية.

 

10.ماهي الخطوط الحمراء للمقال؟

الخطوط الحمراء في رأيي خطوط فنية وخطوط فكرية فالخطوط الفنية تهتم بالصياغة والشكل وسلاسة الأسلوب من النواحي الفنية وهذه الفنيات ينبغى على الكاتب أن يعرفها جيداً حتى يلقى المقال قبولاً ويكون سليماً صالحاً للنشر ، أما النواحي الفكرية فهي التي تراعي قيمنا الإسلامية ولاتخالفها .

 

11.مقالاتك ..هل كان لها اثر ملموس على الصعيد الوطني الإجتماعي ؟

نعم هناك عدة مقالات تناولت فيها جوانب التقصير في بعض المرافق الحكومية والخدمية وبعض العادات القبلية وأتذكر أن أحد مقالاتي أوصلني الى ردهات المحاكم ورفع عليه قضية وأرفق بالمعاملة وقرأه القاضي أمامي وانتهت تلك القضية بالصلح لصالحي وقد غير ذلك المقال تلك العادات القبلية التي ما انزل الله بها من سلطان .

كذلك أحد مقالاتي تناولت فيه مطاراً محلياً كانت خدماته سيئة ومبناه قديم ولا أنسى رد الأستاذ عبد الله الأجهر مدير العلاقات العامة في الخطوط السعودية حيث كان انفعالياً ولكن بعد ستة أشهر من ذلك وضع سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله حجر الأساس لتطويره وهو الآن من أفضل المطارات في المملكة .

كما أني في أحد مقالاتي تناولت خدمات إحدى شركات الاتصالات وكانت ردود الأفعال الغاضبة تلاحقني إلى عملي وقد وصلتني رسائل التهديد بالانتقام ولكنها لم تثنيني عن إخلاصي لقلمي واتذكر انه تم نقل مدير الجهة وتطوير الفرع وفصل الرجال عن النساء وهو الآن من أفضل الفروع في تقديم الخدمات .

وأحمد الله أن كثير من مقالاتي غيرت أشياء لمستها على أرض الواقع .

 

12.هل أنت مع المقالات الساخرة؟

أنا مع المقال الذي يكون له اثر على الصعيد الفكري أو السياسي أو الإجتماعي مهما كان الأسلوب الذي كتب به وأعتقد المقال الساخر له إقبال كبير من العامة ولكن ما هو الأثر الذي صنعة فقيمة المقال لدي تتحدد من خلال الأهداف التي تحققت وليس الأسلوب .

 

13.طقوس التأليف هل تختلف من شخص لآخر؟

نعم تختلف وهناك مبدعون ومبدعات لا يرضون إلا بالكتابة الإبداعية التي تتخذ مساراً جمالياً محدد رأيناه من خلال قصائد النثر وبعض الروايات التي نالت شهرة واسعة كرواية بنات الرياض وهذه هي الكتابة الإبداعية المخالفة للمألوف وهذا ما نتمنى أن نجده ليثري المشهد الثقافي في المملكة ، وهناك مؤلفون لم يستطيعوا الخروج من حدود الأساليب المألوفة مما حدا بكتاباتهم إلى ان تكون حبيسة ارفف المكتبات .

 

14.هل أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي تأخذ الوقت والجهد فيقل الإبداع؟

نعم هي تأخذ كثيراً من الوقت لدى كثير من الناس ورغم انها ساهمت في رفع بعض الوعي (Awareness) الا إنها أضاعت كثير من الأوقات بما لا يتناسب مع الفائدة المرجوة ،لكنني انصح الجميع بمتابعة ما يفيد وما يثري الجوانب الفكرية والثقافية والإبداعية .

 

15.هل كشفت هي عن مواهب مدفونة؟

تردني رسائل خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر للاستشارة وطلب الرأي في بعض الكتابات ومعظمها نصوص فاتنة اجدني اقف مذهولاً أمامها وأشكر كل من وثق في طلب المشورة وأعتبر نفسي لازلت تلميذاً للثقافة ولكنني أدلو بدلوي فإن أصبت فمن الله وفضله وان اخطأت فمن نفسي، واستطيع القول أني اخذت بيد كثير ممن استشاروني مثلما اخذ بيدي أحدهم يوما ما.

 

16.تحمل شهادة الماجستير في المحاسبة ونجد أنك كاتب في الأدب وفي المقال.

من فضل الله تعالى إنني جمعت بين نقيضين فالمحاسبة لغة الأرقام وأنا اعكف يومياً على التدقيق والتسجيل المحاسبي الذي يهتم بالوقائع والحقائق بدقة عالية فالمحاسبة لغة الارقام الواقعية والأدب لغة الصور والخيال والإبداع والجمال وهنا أجد نفسي أحاول أن أبدع في هذين المجالين المتناقضين وقد تعمدت في بعض مقالاتي الى ان تكون مزيجاً من الإدارة والأدب بحيث أتناول قضية إدارية ومحاسبية بحتة لأصيغها بأسلوب أدبي جميل ورغم صعوبة المزج إلا أني أرى نفسي وفقت فيها الى حد ما .

 

17.هل هناك علاقة ما بين المؤهل والكتابه؟

نعم هناك علاقة فالمؤهل ينمي الفكر ويكثف اللغة ويثري المدارك مما ينعكس ايجابياً على الكتابة لتحلق عالياً في سماوات الإبداع وخاصة المؤهلات العليا التي تكون منهجية بحيث تثري فكر الإنسان فيكون تطوره تطوراً منهجياً يساهم في رقي الفكرة والمعلومة وهذه خصلة تميز أصحاب تلك المؤهلات وأود ان أضيف أيضاً أن اثر الجانب المعرفي يأتي أيضاً من خلال القراءة والإطلاع على كل ما هو جديد.

 

18.يتوقع البعض أن الكاتب لابد أن يكون متخصص في اللغة والأدب هل هذا صحيح؟

ليس صحيحاً فلدينا نماذج كثيرة كانوا مبدعين في الأدب واللغة وتخصصاتهم مختلفة أمثال الدكتور غازي القصيبي الذي أبدع في الأدب والإدارة رغم أن تخصصه كان في القانون الدولي فالعقول المبدعة لا يقيدها تخصص معين بل تؤمن بأنه بالجد والجهد يتحقق ما تريد بحول الله .

 

19.كتاب الرواية في المملكة فـ ازدياد هل هذا صحي؟ وما رأيك في الرواية في الوقت الحاضر؟

الرواية في المملكة كانت في وضع جيد لكنها مؤخرا اتجهت الى مسار نستطيع القول انه موحد هو سعي البعض إلى محاولة كشف (عورة ) المجتمع من خلال الغوص في جوانب سلبية معينة للمجتمع ولا ننكر أن مجتمعنا فيه جوانب سلبية كأي مجتمع في العالم لكن البعض يحاول الإثارة والتكسب بالعزف على هذه المقطوعة وإهمال الهدف الروائي اهمالًا فضيعاً مما قضى جودة العمل كاملاً ولا أنكر أن لدينا شباباً مخلصين في مجال الرواية ابتعدوا عن المألوف وكتبوا بإبداع وإخلاص في ملامسة واضحة لجوانب ايجابية في المجتمع ومنهم الروائي الشاب الأستاذ/ طاهر احمد الزهراني الذي كلما قرات في رواياته تمنيت الا تنتهي .

 

20.ماهو رأيكم بصحيفة النماص اليوم ، وماهي الكلمه التي توجهونها إلى أخوانكم المشرفين على صحيفة النماص اليوم ؟

صحيفة النماص اليوم تمتلك إدارة مخلصة وشخص مجتهد يقف على رأس الهرم فيها وهو الأستاذ محمد العمري وهذا الإخلاص سيوصلها بإذن الله الى تحقيق رسالتها الإعلامية وفق مهنية محترفة وانصح الأخوة فيها أن تكون نبراساً إعلامياً لمحافظة النماص يسلط الضوء عليها ويسعى إلى التغيير نحو الأفضل.

 

سعدنا بهذا اللقاء معك ‘دعواتنا لك بالمزيد من التفوق والسداد..

 

 

التعليقات

تعليق واحد على "اللقاء الخاص مع الكاتب أ. مجيب الرحمن بن عبدالرحمن العمري"

  1. لقاء رائع ومفيد وكاتب جيد
    شكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *