“هَبلي” هي كلمة عاميه معناها أعطني, وهي كلمه عندما ينطقها أحدهم عليه أن يكون جشعاً وإلا لن يحصل على ما يريد,أو لن يحقق مفهوم هبلي إلا بالجشع المُطلق, وهي أيضاً كلمة يستعطفنا بها أطفالنا عندما يشاهدون الحلوى أو الألعاب أو ما تشتهيه أنفسهم بِنَهم, فإنهم يرددون”هَبلي” مراراً وتكرارًا لنعطيهم ما يريدون.
اعتدنا أيضاً على سماع كلمة “هَبلي” في بيوتنا مِن زوجاتنا, وهُم لا يترددون في إطلاق هذه الكلمة في كُل وقت, ولا يُقدِّرون وقت الطلب إن كان في بداية الشهر أو منتصفه أو آخره,هُم يريدون ما يشتهون فقط, ولا ينظرون في الغالب إلى الحال أو إلى الحساب التعيس الذي ربما لا يحوي مِن المال إلا ما يغطي متطلبات الإيجار أو الأكل أو المحروقات أو الفواتير أو أو الخ.
الآن أصبح مع الأطفال والزوجات شريحةً أخرى تقول لك هَبلي ولكن بكلمةٍ أخرى, هذه الشريحة مدعومة من شركات الاتصالات المحلية, ولا بد أن أغلبكم شاهد إعلانات ” ببلي” أو”كلمني على ببلي” في الشوارع والممرات والشاشات, حيث نشاهد الآن “عُقلائنا” ومشائخنا ومشاهيرنا وغيرهم يستنزفون الحمقى كُلاً بطريقته التي يجيدها الداعية بكلمته واللاعب بكُورته والمُهرج بألاعيبه والمُذيع بأناقته والكاتب بقلمه, كلاً منهم يريد ان يحقق مكاسبه من أموال الأغبياء فيقول ” اسمعني على ببلي” ولا أدري ما أهمية تلك الرسالة التي يردون إيصالها بمقابل مادي قدره كذا وكذا, ولا أدري لماذا أصبح هؤلاء يُتاجرون بعقول السُخفاء السُذّج من الناس, ولا ندري ماذا يُخفيه الغد لنا من مفاجآت.. ولقد رأيت هؤلاء “المشاهير” َمَثلهم كَمَثل الأطفال والزوجات وينطبق عليهم قولهِ تعالى “فَإِنْأُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِنلَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ”.
كنت أتوقع أن الجشع هو مِن سمات ذلك التجار الشرير الذي لا يخاف الله في أموال الغير ويستنزفها بأي طريقةٍ كُلما سمحت له الفرصة, وكُنا نُردد خلف ذلك الداعية الذي طالما دعا وقال” اللهم إنّا نعوذ بك مِن غلاء المعيشة وزيادة الأسعار وتلاعب التُجار”وكان يُعجبنا زُهده وورعه, لكن سرعان ما انكشفت الأقنعة وفضح المال أولئك الزُهاد على رؤوس الأنام, فأصبحوا يقولون للناس في الطرقات وعبر الشاشات “كلمني على ببلي” وبعد سبعة أيام ” إذا معك فلوس هَبلي” إنها إسقاطه كبيره وماحقة لتلك الشخصيات التي طالما وقفنا لها إجلالاً وحياءً وتقديراً لوقوفها إلى المجتمع المنهوب مِن كل جانب.
لم أعتب كثيراً في هذا المشروع المالي السخيف المتمثل في “ببلي” إلا على الدُعاة المشاركين فيه, وأتوقع أننا سوف نقول في أيامنا القادمه, الله يرضى على ساهر ويبارك لنا في حافز, ويعيذنا من جشع الداعية التاجر, وأن يحفظ أموالنا وأهلينا من كل مكروهٍ ومحتالٍ
التعليقات