السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

حُماة العقيدة .. يا رعاة التراث – للكاتب أ. ناصر بن عثمان العمري

حُماة العقيدة .. يا رعاة التراث – للكاتب أ. ناصر بن عثمان العمري

 

ما عَلِمناه ووصل إلينا جميعاً من تراث أجدادنا وثقافة أسلافنا مِن قيمٍ ومبادئ لم تعرف الغنج أو الفجور أو التهاون في نشر الرذيلة بين المجتمعات شيئًا يثير الفخر في نفوسنا, إنها ثقافةً تستنهض في دواخلنا حماسة الاستذكار لذلك الماضي البديع, وتُحرك في نفوسنا عزيمة الإصرار لـ مكابدة الحياة, بعد أن عرفنا من تاريخ أجدادنا أنهم كابدوا في واقعهم الماضي من معضلات الحياة وقسوتها ما يذهل المُتأمل في سِيِرهم أو تاريخهم.. إنه الماضي الجميل والتراث الحقيقي والفن الشريف الذي لن تطاله يد التزييف.

 

إن واجهةً كبيره من ثقافة أسلافنا وتاريخهم المشرق قامت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الرذيلة وتقويم الاعوجاج في المجتمعات, فليس لمجتمعٍ يريد النهضة أو التطور ودفع أسباب التخلف والرجعية إلا أن يحافظ على عقيدته ودينه وعلى قيمه ومبادئه الأصيلة كخطوةٍ أولى إلى التطور والانتقال مِن حالٍ إلى أفضل على كافة المستويات.

 

أقول من المؤسف حقاً أن نرى في مهرجانات التراث والثقافة التي تعبث بتاريخ أسلافنا وماضيهم ما ليس مِن تاريخنا أو شيمنا أو تقاليدنا أو الأعراف التي تربينا على أطلالها, بل هو من التزوير الممقوت الذي لَحِقَ بـ تاريخنا وثقافتنا, ولم يكتفي هؤلاء المارقون بالتزوير وخلط الخبيث بالطيب فقط, بل سعوا إلى محاربة ركيزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب, تلك الركيزة الأساسية التي جعلتنا نفتخر بالماضي ونستلهم من صفحاته مكامن الشرف والاعتزاز بالمروءة وأسمى القيم, وما ورثناه من أجدادنا يأمرنا بإكرام حُماة العقيدة ورُعاة الفضيلة نظير سمو الرسالة التي يحملونها على عواتقهم.

 

إن على هؤلاء السفهاء الجَهَلة, العابثون بـ حاضرنا قبل تاريخ أسلافنا عليهم أن يدركوا أن حُماة العقيدة من شباب الأمة لهم بالمرصاد, وأن مقولة الأسد “نايف بن عبد العزيز” لا زالت تجلجل في نفوس الجيل الحاضر من شباب الأمة حيث قال رحمه الله ” دافعوا عن دينكم دافعوا عن عقيدتكم دافعوا أجيالكم القادمة” وما فعله الشيخ (عبد الله بن حمود القحطاني) في إنكار المنكر بمهرجان الجنادرية ينم عن وطنيةٍ صادقه وعقيدةٍ سليمة وتربيةٍ إسلاميه.. اللهم احفظ بلادنا من مكر الماكرين وسدد ولاة أمرنا على الحق المُبين, وادحر أهل الضلالة المنافقين, واكفنا بقدرتك من شرور أهل الأهواء العابثين .. ووفق رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحفظهم عن الشِمال وعن اليمين.. إنك الهادي إلى صراطك المستقيم.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *