2ـ انطباعات، ومشاهدات وتجارب في كل من أمريكا وبريطانيا.
3ـ مقتطفات من حياة الطلاب والمجتمعات العربية والإسلامية في أمريكا وبريطانيا. لا يخلو الكتاب من مقدمة، وفهرس عام، وخاتمة، وملاحق وثائق ومذكرات وصور فوتوغرافية. ( 7 ) 7/ انظر الكتاب في طبعته الأولى عام (1447هـ/2025م)، منشور ورقياً ورقمياً على العديد من القنوات والروابط الإلكترونية.
1ـ إن إطلاق لقب (مؤرخ تهامة والسراة) على الأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس حقيقة واقعية، فمن يطلع على جميع مؤلفاته وفي مقدمتها موسوعته الشهيرة (القول المكتوب في تاريخ الجنوب) (ثلاثون مجلدًا) وغيرها فسيجد معظم كتبه وبحوثه ودراساته عن بلاد تهامة والسروات، الممتدة من مكة المكرمة والطائف إلى منطقتي جازان ونجران، ولو نظرنا في الكتب الأربعة الأولى الوارد ذكرها في هذه الورقة لوجدناها ناقشت موضوعات تاريخية وحضارية كثيرة في مناطق عسير، وجازان، ونجران من خلال كتاب (جامعة الملك خالد في جزئيه) وكذلك كتابيّ محافظتي بيشة والطائف ففيهما العديد من الدراسات خلال القرون الإسلامية المختلفة، ومعظم هذه البحوث سبق نشرها في موسوعة الدكتور غيثان بن جريس (القول المكتوب في تاريخ الجنوب). أما كتاب: (بلاد القنفذة) فهو دراسة علمية جادة ورصينة ناقشت جزئيات كثيرة عن بلاد القنفذة خلال العصر الحديث (ق10ـ ق15هـ/ ق16ـ ق21م). وأيضًا الكتاب الخامس ( ذكريات طالب مبتعث …) ، فهو صفحات علمية جيدة حفظها لنا ابن جريس من خلال دراسته في أمريكا وبريطانيا قرابة عقد من الزمان (1400ـ 1409هـ/1980ـ1989م) . (12) 12/ إنني لا أجامل الدكتور غيثان لكن هذه الكتب الخمسة وما احتوت عليها فيها مادة علمية جيدة جديرة بالاطلاع والاستفادة العلمية.
2- تأملت في كتاب: جامعة الملك خالد بجزأيه، فوجدته جمع بين الدراسة العلمية الوثائقية، والمذكرات والروايات الشفهية، وهذه طريقة جيدة في مجال البحث العلمي التاريخي ، وقد واجه الدكتور صعوبات كثيرة في جمع مادة هذا الكتاب، وذكر ذلك في أكثر من مكان من كتابه. وهذا الكتاب حسب علمي أول دراسة علمية توثيقية موسعة ، وتعد لبنة جيدة لمن رغب دراسة تاريخ التعليم العالي في جنوب البلاد السعودية، وهذا المجال مازال يحتاج إلى
جهود علمية وبحثية كبيرة.
3- كتب (القنفذة، وبيشة، والطائف) مصادر مهمة لمن يدرس تاريخ وحضارة هذه البلدان خلال القرون الإسلامية المختلفة، والدكتور غيثان ترك لنا منجزات علمية جيدة لمن يتخصص في دراسة هذه البلاد، وهي من المناطق التي مازالت بحاجة إلى دراسة تاريخية وأثرية وحضارية جادة وعميقة، ونأمل أن نرى مؤرخات ومؤرخين جادين يستكملون ما أنجزه ابن جريس) كما نأمل من الدكتور غيثان نفسه أن يخرج لنا دراسة أكثر عمقًا وتأصيلًا عن هذه
النواحي وغيرها في أرجاء السروات وتهامة.
4- كتاب (الذكريات) يعكس صورة من تاريخ السير الذاتية، ويشتمل على معلومات تاريخية جيدة تفيد طلاب الابتعاث إلى دول الغرب مثل بريطانيا وأمريكا. ومن هذه الذكريات عرفنا جزئيات من حياة الأستاذ الدكتور غيثان العلمية والاجتماعية.
5- قضيت بعض الوقت أقرأ وأتصفح الكتب الخمسة، وأقول: لله درك يا بن جريس، فقد أنجزت أعمالًا يعجز عن إنجازها مؤسسات جامعية أو فرق علمية متعددة. واتضح لي أن بلادنا (تهامة والسراة) من الميادين الكبيرة والجيدة للمجال العلمي والمعرفي والبحثي، ولها عراقة وتاريخ وحضارة)، وعلى أصحاب الاختصاص من أبنائها مسؤوليات كبيرة لخدمة أرضها وإنسانها من خلال تخصصاتهم العلمية، وفي مقدمتهم المؤرخات والمؤرخون،
والآثاريات والآثاريون.
6ــ إن الباحث والمؤرخ غيثان بن جريس لم يعتمد فقط على جهده الشخصي وبحوثه الذاتية، بل أشرك معه في موسوعته الكبيرة (القول المكتوب في تاريخ الجنوب)، وفي مؤلفاته الأخرى باحثين ومتخصصين آخرين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، واجتمع عندنا كمًا هائلًا من الدراسات العلمية المتنوعة في عناوينها وموادها العلمية، كما أنه لم يهضم أو يضيع حقوق الآخرين من الذين شاركوا معه في مؤلفاته، بل حفظ الحقوق العلمية لأصحابها، ونحن أمام قامة علمية ومدرسة تاريخية يجب الاستفادة من طرقها ومنهجها في البحث العلمي (13).13/ لست الوحيد الذي ذكر هذا الرأي، بل هناك باحثين آخرين أشاروا وأوصوا بدراسة مدرسة الدكتور غيثان بن جريس العلمية والبحثية والاستفادة منها.
7ـ مازال هناك إيجابيات كثيرة. يمكن استخلاصها من المؤلفات الخمسة المذكورة في هذه الورقة، والكثير من الفوائد العلمية والبحثية والمنهجية الموجودة في مؤلفات وبحوث ولقاءات ومحاضرات أستاذنا الأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس، وقد أناقش بعضها في ورقة أخرى في المستقبل (14). 14/ قد يقول بعض القراء والباحثين أنني أجامل الدكتور غيثان بن جريس، والحقيقة ليس لي عنده مصلحة حتى أمدحه أو أتملق إليه، لكن من يطلع على أعماله العلمية ويكون صادقاً ومنصفاً فسوف يتأكد له صحة ما ذكرته عن هذا الأستاذ السعودي العربي المسلم .
ثالثاً: بعض السلبيات على شخصية الدكتور غيثان وأسلوبه في هذه المؤلفات الخمسة وغيرها:
1ـ عرفت الدكتور غيثان بن جريس عن قرب، وقرأت دراسات نقدية عديدة عن بعض أعماله العلمية، فوجدته يرحب بكل من ينقده نقدًا علميًّا بهدف التصويب والوصول إلى الحقيقة، كما وجدت الأستاذ غيثان لا يتورع في نشر نقد الآخرين له على صفحات كتبه، وهذه صفة يندر أن نجد مثلها، فالنفس البشرية جُبلت على الثناء والمدح وترفض ولا تتقبل النقد ووجهات النظر السلبية (15). 15/ من يتصفح مؤلفات الدكتور غيثان بن جريس، مثل: موسوعة القول المكتوب في تاريخ الجنوب(30) مجلداً، وكتاب: مراجعات تاريخية ومقاربات نقدية في تاريخ وحضارة جنوبي البلاد السعودية ( مجلدين ) وغيرها، فسوف يجد فيها دراسات نقدية قاسية على الدكتور غيثان وبعض أعماله.
2ـ عرفت الدكتور غيثان بن جريس صريحًا بشكل كبير، ونادرًا ما يجامل وبخاصة في مجال العلم والبحث العلمي، وهذه صفة قد تكون إيجابية، وربما ينظر إليها سلبية عند البعض، وللأسف الدكتور ابن جريس قليل وربما نادرًا ما يجامل أحدًا. كما أنه جاد وباحث ورحالة، ولا يفضل الاختلاط بالمجموعات الكبيرة، وتراه أحيانًا لا يتورع في قول (نعم) أو (لا) في كثير من الأمور، وقد تناقشت معه في هذه الصفة فقال هذه طبيعتي، وهذا الذي أريد عمله وتعودت على هذه الطريقة والأسلوب(16). 16/ درسنا عند الدكتور غيثان عدد من المواد العلمية، وعانينا معه كثيراً لشدته وصرامته في الحياة العلمية، لكنه خارج قاعة الدرس تجدنه من أقرب الناس إليك، ويجلس معك في أي مكان تريده بكل حب وتواضع.
3ـ تجد الدكتور غيثان بن جريس لا يميل كثيرًا إلى الاستجمام والترفيه وحياته كلها عمل وجد. وهذه الصفة من وجهة نظري غير جيدة؛ لأنَّ الجسد والنفس تميل إلى الراحة والترفيه أحيانًا، وتناقشت معه في هذا الجانب، فقال: إنني أحب العمل والقراءة حتى وإن ذهبت في رحلة استجمام وترفيه(17). 17/ فعلاً ذهبت معه مرات عديدة، وقابلته في أماكن متفرقة فوجدته دائماً يعمل في أي شيء له صلة بالقراءة والبحث العلمي.
4- أما طريقته في البحث العلمي فهو رجل مكثر في الطباعة والنشر، حتى أن البعض قالوا عنه ” إن عمله قص ولصق”، وآخرون ذكروا ” أنه يكرر نشر بحوثه ودراساته”، وهناك من انتقده في تركه تخصصه في التاريخ الإسلامي، والكتابة في التاريخ الحديث والمعاصر. وسمعت من قال: لماذا يعيد طباعة كتبه طبعات ثانية وثالثة ورابعة ويرون ذلك من السلبيات. وبعض النقاد نقدوه في كثرة وطول الحواشي في كتبه، وأيضًا أحجام الكتب الكبيرة التي يطبعها وينشرها .وهناك من قال:” إنه يسترزق من مؤلفاته من خلال دعم التجار وبعض المؤسسات الحكومية والأهلية” وأساليب نقدية متعددة قالها البعض ووجهت إلى الأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس مكتوبة ومنشورة ورقيًّا ورقميًّا، أما الانتقادات الشفهية فهي كثيرة أيضا. وتحدثت مع الدكتور غيثان في بعض هذه الانتقادات، فقال: “يا أبا فيصل من الصعب أن تقنع أو ترضي الناس جميعًا، لكن هذا الأمر لا يزعجني كثيرًا، وأسمعه من بدايات هذا القرن (15هـ/20م)، كالقول: “إنه ترك تخصصه الدقيق، ودخل إلى مجالات بحثية أخرى”، وغير ذلك من عدم الرضى والانتقادات المتنوعة وختم قوله قائلًا: “غفر الله لمن انتقدني، أو اغتابني، أو لم يرضه عملي وبحوثي ومنجزاتي”، وقال أيضًا: ” أسأل الله صلاح القول والعمل، وأن يرزقنا الثبات على دين الله) وحسن الخاتمة”(18). 18/ أشكرك يادكتور غيثان على رحابة صدرك، كما أشكرك على كل جهودك، وأسأل الله لنا جميعاً التوفيق والسداد .
5- إن الكتب الخمسة المذكورة في هذا المبحث لا تخلو من سلبيات عديدة، وقد أخبرت أستاذنا الدكتور ابن جريس ببعضها، واتفق معي في شيء مما عرضته عليه. والجميل أن الأستاذ غيثان يقول: “أنا دائمًا ما زلت طالب علم، وإذا وقعت في زلة أو خطأ علمي فأرجو ممن يطلع على ذلك أن ينبهني، ومن يفعل ذلك فهو يسدي لي جميلًا ومعروفًا”. والحقيقة أنني استفدت كثيرًا من مصاحبة أستاذي الأستاذ الدكتور غيثان بن جريس، فجزاه
الله عني كل خير.
رابعاً: خلاصة خرجت بها من هذه المدونة:
لم أتوقع يومًا ما إنني سوف أنقد أستاذي الأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس، لكن جلوسي معه وسماعي منه شجعني على طرح بعض الأفكار والرؤى التي سطرتها في هذه الورقات، وقد أكون أصبت أو أخطأت، وأرجو أن يسامحني أستاذي ابن جريس على هذه الجرأة، لكن هكذا تعلمنا منك يا دكتور غيثان. كما أرجو أن يجد القراء فيما كتبت عن هذا العلم السروي بعض الفوائد العلمية، والحمد لله أن بلادنا المملكة العربية السعودية وبخاصة جنوبها فيها من الأعلام الجيدين البارعين المفيدين لبلادهم ودينهم قديمًا وحديثًا، وهي فعلًا بلاد لها تاريخ وتراث وحضارة، وتستحق إلى من يخدمها عبر أطوار التاريخ، وقد أشار إلى ذلك أستاذنا الدكتور غيثان في عشرات المواضع من كتبه وبحوثه. وصلى الله وسلم على رسول الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
التعليقات