في اعتقادي ويتفق معي كثيرون أن تعديل الشروط للمفاضلة حول القبول في الوظائف التعليمية بين الفينة والأخرى يدل بوضوح على وجود مشكلات تظهر للجهات التي تُعنى بالتعليم والتوظيف، قد يتم تفويت الفرصة الوظيفية للمستحقين أحياناً وقبول الأقل استحقاقاً أحياناً أخرى.
التعليم ليس كغيره من المهن الأخرى يتطلب كثرة في التعديلات لا سيما في شروط القبول التي غالباً ما تكون من ثوابت السياسات التعليمية لعدة عقود مالم يطرأ تغييرات جذرية في هذه السياسات؛ ولكون التعليم يعتمد على سمات وخصائص للمعلمين لا يعتمد أكثرها على المؤهلات التعليمية فقد كان الأجدر بوزارة التعليم الموقرة بحث إمكانية المقابلات الشخصية للمتقدمين قبل القبول النهائي وليس العكس.
الوزارة تُدرك أيضاً أهمية اللغة العربية وهي لغة التدريس الأم في التعليم العام، وهو ما يطرح بإلحاح سؤالاً لوزارة التعليم حول إمكانية وضع شرط هام للمتقدمين للوظائف التعليمية يتعلق بإجادة الخط والإملاء والتعبير الكتابي بشكل صائب؟.
ما ذكرته حول اتقان العربية للمعلمين لم يأتِ من فراغ، فالعبارات المدونة من قبل بعض المعلمين على سجلات الطلاب يُظهر تلك المأساة، إذ يوجد أخطاء إملائية وإنشائية مع خط غير واضح لبعض المعلمين غير المتخصصين في اللغة العربية، هذا لا يُعفي المعلم أو جهات التوظيف من المسؤولية؛ فنادراً ما كنَّا نشاهد مثل تلك الأخطاء ونحن على مقاعد الدراسة قبل عقود من الزمن رغم قلة المؤهلات للمعلمين في تلك الفترة، هذا يُشير إلى أن قضية اختيار المعلمين في الماضي كانت تقوم على أسس وضوابط تُراعي الجودة في الاختيار أكثر من العصر الحالي.
نعود للتذكير بالشروط العامة للقبول التي يمكن الإشارة اليها كمقترحات بديلة بدءاً بالعمر الذي يشترط عدم تجاوز الـ 30 سنة، والحصول على درجة البكالوريوس بمعدل تراكمي أو نسبة تُحدد بالنسبة المئوية كشرط للقبول حسب التخصصات المتاحة للتقديم، وللمفاضلة بين المتقدمين يضاف 5% لمؤهل الماجستير و5% أخرى لمؤهل الدكتوراه.
من الشروط والاعتبارات الأخرى التي نشير إليها كمقترح يتطلب أخذها بالحسبان عند القبول للوظائف التعليمية حسن السلوك والمسلك وخلو السوابق للمتقدم من بوابة أبشر والتأكد من بوابة ناجز من عدم وجود قضايا مخلة بشرف المهنة قبل قبول المتقدم للوظيفة التعليمية، ناهيك عن سلامته الصحية والنفسية عبر التقارير الطبية الموثقة الصادرة من المستشفيات الحكومية.
وللمقابلة الشخصية تُراعى المعايير والضوابط الآتية ( حسن المظهر، الالتزام بالزي الوطني، سرعة الرد والبديهة، الثقافة العامة، قراءة نص مكتوب بصوت واضح وبشكل صحيح )، على أن يتم معايرة الدرجات في اللغة العربية سالفة الذكر والمقابلات الشخصية والمؤهلات التعليمية حسب ما تراه جهات الاختصاص قبل عملية القبول النهائي لضمان قبول المتقدمين بمصداقية تامة وجودة عالية في الاختيار، في حين يتم الاستغناء عن اختبارات قياس العام والخاص والدبلوم التربوي والرخصة المهنية بشكل نهائي في المستقبل.
التعليقات