.
اعتادت معظم الأسر على تناول الوجبات الغذائية خارج المنزل في المطاعم والكافيهات والاستراحات، مع سهولة الطلب للوجبات الغذائية عبر تطبيق توصيل إلى المنزل في أي وقت وعلى مدار الساعة، إلا أن اللافت أن المطاعم تشهد هذه الأيام نوع من الكساد العام وعزوف على غير العادة للمستهلكين من تناول الوجبات الغذائية بعد حدوث حالات تسمم جماعي الأيام الماضية ذهب ضحيته بعض الأشخاص وإصابة آخرين على أثر التلوث بمنتج المايونيز.
يتعرض الطعام المكشوف للبكتيريا التي لا تُرى بالعين المجردة، وتتكاثر بسرعة عالية عندما تتوفر درجة الحرارة المناسبة لها (أقل من 60 درجة مئوية)، وتفرز السموم التي تنتقل للمستهلك، وقد تنتقل الفيروسات والبكتيريا مع دقائق الغبار، أو من خلال الطاهي الذي يُشرف على إعداد الطعام في حال عدم استخدام قفازات اليدين أو كمام الوجه، يُشاهد أحياناً سلوك خاطئ عند استخدام الطاهي للقفازات من ناحية وتناول النقود مع الجمهور المستفيد من ناحية أخرى، تتلوث الأطعمة حينئذٍ بالميكروبات البكتيرية والفيروسية.
ومن مصادر التلوث للأغذية أيضاً فطر عفن الخبز الذي ينمو على “الخبز والمعجنات والفواكه والخضروات” في المكان الرطب الدافئ، أو الطفيليات والديدان التي تُصيب الخضروات، أو جراثيم الطحالب التي تُلوِّث المياه، أو المبيدات الحشرية المستخدمة في المكافحة، أو التلوث الناتج عن عملية التخزين للأغذية ومنتجاتها فترة طويلة في مكان غير مناسب، أو بسبب انتهاء تاريخ الصلاحية للمنتج.
نعود للحديث عن المطاعم التي تهدف في المقام الأول إلى جني الأرباح، ليس في قائمة اهتمامها تقديم منتج غذائي صحي للجمهور المستفيد يُباع بسعر مناسب إلا ما ندر، ومع التوسع في المنتجات الغذائية من حيث النوع وتعدد جهات المصدر، فليس من السهولة مراقبة السلع والمواد التي تدخل في عملية الإنتاج الغذائي “نوعها ومكان انتاجها وتاريخ صلاحيتها”.
جهود حثيثة ومشكورة تقوم بها البلديات في المراقبة البيئية بين الفينة والأخرى بهدف أخذ المطاعم التدابير والاحتياطات اللازمة لسلامة المنتج الغذائي، إلا أن تلك الاحتياطات سُرعان ما تختفي فور اختفاء مراقب البلدية الذي لن يعود إلا بعد مرور عام كامل للزيارة والتفتيش، يُستثنى من ذلك الزيارات الاستثنائية عندما تتلقى البلديات شكوى من الجمهور المستفيد.
كل ما سبق يدعونا إلى إعادة التفكير في طريقة الاستهلاك للمنتجات الغذائية، قطعاً… إعدادك لطعامك في منزلك سيوفِّر عليك أكثر من نصف سعر المنتج، ويمنحك مزيداً من الوقت بالبقاء بالمنزل، ويشحذ همتك لتعلم طرق الطبخ، ويزيد من فرصة التعاون مع أسرتك في إعداد وجبتك في ظل توفر المطابخ الراقية التي تكتظ بالأواني المنزلية متعددة الأغراض غير المستخدمة، علاوةً على ضمان سلامة الغذاء الذي تَمَّ إعداده بطريقة صِحِّية صَحيحَة.
خاتمة المطاف نقول “انهضوا من مجالسكم، وانفضوا غبار الكسل، وأعدُّوا طعامكم بأنفسكم، وأشعلوا نار مواقدكم.
.
التعليقات