الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الباحة تعتلي قمَّة السياحة! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

الباحة تعتلي قمَّة السياحة! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

.

حبا الله بلادنا – حرسها الله – بطبيعة خلَّابة، فقد كانت وما زالت عسير والطائف وجازان والباحة أبرز المناطق السياحية، حيث تتدفق أعداد المصطافين كل عام إليها بكثافة خلال الإجازة الصيفية، نظراً لاعتدال درجة الحرارة، وتوفُّر الخضرة، والماء، وكرم الضيافة.

أحد أبرز المناطق السياحية بالمملكة – منطقة الباحة – فقد شهدت زيادة في كمية الأمطار غير معهودة خلال الأعوام الخمس الماضية، وفي ظل جريان الأودية بالمياه طوال العام يتوافد سكان المنطقة على الدوام للاستجمام بالمناظر الخلاَّبة على ضفاف تلك الأودية.

جهود حثيثة ومشكورة تقوم بها بلديات منطقة الباحة للنهوض بالسياحة، بتوفير الخدمات اللازمة والضرورية للزائرين استعداداً لموسم هذا الصيف، والذي يراقب المواقع السياحية بالمنطقة عن كثب يلحظ اكتمال المنظومة وفق معايير الجودة في هذا المضمار أسوةً بالدول المتقدمة سياحياً.

من أهم المواقع السياحية بالمنطقة منتزه غابة رغدان، وادي الحمده، منتزه خيره، ولكون وادي الحمده ومنتزه خيره تكثر بهما المياه والجداول والشلالات يرتادها الزوار بكثرة؛ وبالمقارنة بالخدمات المُقدَّمة للمصطافين هذا العام عن العام الماضي نجد توفر معظم الخدمات، مظلات، كشكات بيع، أماكن جلوس، فعاليات، مكتب ارشاد وتوجيه، دوريات أمنية…الخ.

أما داخل المدينة فشمل التطور كافة الشوارع من حيث الرصف، وتوفير أماكن لوقوف السيارات برسم رمزي، وتحسين واجهة المحلات التجارية، وترميم البيوت القديمة والمتهالكة، وتجديد الدهانات، كل تلك الجهود كانت برسم وتنفيذ سعادة أمين منطقة الباحة الذي يبذل جهوداً مضنية ومشكورة في تطوير منطقته، حيث يستمد التوجيهات المُسدَّدة والموفقة من أمير منطقة الباحة – حفظه الله – الذي يبذل الغالي والنفيس للرقي بالمنطقة وسكانها إلى المستوى المأمول لتعتلي القمة وتتصدر المناطق السياحية في المستقبل.

ومع كل جهد تبذله الجهات المختصة للرقي بالسياحة في الباحة يظل الجهد البشري يعتريه النقص، فعين الناقد المحايد ترى غير الذي يراه المسؤول، حيث تُشكِّل البرك والمستنقعات في وادي الحمده خطورة على المصطافين، يتوافد الناس بكثرة حول تلك المستنقعات ما يسبب خطر السقوط، هذا يستوجب إحاطة تلك المستنقعات بالسياجات اللازمة، وإنشاء سلالم عبور للمرور عليها إلى الضفة الأخرى من الجبل.

أما الطريق المؤدي إلى الوادي فيمر عبر قرية الحمده، ذلك الطريق الوحيد لعبور السكان إلى القرية، تتوقف حركة المرور تماماً للوصول للقرية في الإجازة الصيفية، هذا يعني ضرورة شق طريق آخر رديف من الجهة الأخرى ماراً بالجبال المحاذية للوصول للوادي، وتوفير مساحات لوقوف السيارات في قمة الجبل؛ أما منتزه خيره فيفتقد إلى أكشاك بيع الأطعمة والمشروبات، وعند تشجيع المستثمرين ومنحهم التصاريح اللازمة لإنشاء الأكشاك فسوف يؤدي بالطبع إلى زيادة أعداد المصطافين.

تشكو الباحة أيضاً من قلة الفنادق والشقق المخدومة وبيوت العطلات وأماكن السكن، في ظل تدفق الزوار للباحة بكثرة، يضطر معها معظم السائحين للمبيت في المنتزهات أو داخل سياراتهم، آملين الظفر بالسكن في اليوم التالي، شاهدت بعضهم في الأعوام الماضية يعود أدراجه من حيث أتى بعد تعذر وجود مسكن ملائم للمبيت، وقد يغير السائح وجهته السياحية الداخلية بالسفر للخارج.

في نهاية المطاف يظل الإعلام هو العين الثالثة التي تكشف وترصد للمسؤول مواطن الخلل، ولعلَّ الأمانة ومكاتب الإرشاد السياحي تُشكِّل فريق إعلامي يرصد آراء المصطافين حول المشكلات التي يواجهونها، والتحقق من مدى مصداقيتها، وبحث كيفية معالجتها، للنهوض بالسياحة بالباحة إلى المستوى المأمول بمشيئة الله تعالى.

.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *