.
ذات يوم وبعد حياة جميلة تعج بالحيوية
نقل لنا جارنا الطيب أن زوجته مريضة بالسرطان وأنها تعيش ايامها الأخيرة
كان خبرا صاعقاً نزل علينا كصاعقة لم تبقي ولم تذر
وعبر هذا الخبر الجاثم
مررنا بذكريات جارتنا الطيبة
الكريمة
حين كانت تأتي لتساعد أمي في كل امر طالما أن لديها متسع من الوقت
لم نكن جيران وحسب ،
كنا عائلة واحدة
نفطر سويةً وقد نكون سوية في المشراق والمغرب وفي مشاوير (اليهمة)وفي صرام البلاد وفي الحل والترحال ولا أنسى كم وصلنا جارنا للمدرسة في اجواء مخيفة سابرة لايعلمها إلا الله،
في رحلة الحياة
نقف الوقوف الاضطراري
هذا التوقف يمُر على البعض مرور الكرام
ويمر على أولي الألباب بشكل مختلف ،!!
نتوقف عند الجنازة هيبة من الموت واحتراما لهذه النفس التي كرمها الله وهي تغادر دنيانا لتصعد إلى بارئها في موكب من الملائكة، بينما يُسجى الجسد في موكب من البشر، هذا الموكب المشيع
رغب فيه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقال (من تبع جنازة وصلى عليها، فله قيراط ومن تبعها حتى يفرغ منها فله قيراطان، أصغرهما مثل أُحد) رواه البخاري.
الموت حق يزلزل أركان العروش ويزلزل أركان النفوس ويهز المشاعر ويكسر القلوب ويفتت الأكباد ،سواء كان ذلك الفقد مفاجيء او فقد منُتظر ،كتبه الله على الخلائق، لكن هذا الفقد حاربه وغلبه الأمل ،الأمل :ذلك المعنى الجميل الذي عندما نطريه او يطرأ على نفوسنا فإننا نستحضر افق مضيء واسع شاسع مبهج
وغداً أجمل
والقادم أجمل
وحسن الظن بالله واجب
ومن محركات الأمل
سنة التدافع قال الله( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض …)
هذا التدافع لايسمح احيانا لإنسان ضعيف بالبقاء وحده ليستسلم لنفسه الضعيفه وللشيطان
بل تدفع به محركات الحياة من اوامر الأسرة وطلب المجتمع ومتطلبات الحياة
فيجّد في السير ويعمل ويتعب وينشد مستقبلا مزهرا فيتخلص من كآبة المنظر وسوء المنقلب
بالمغالبة مع اقرانه للحصول على المنشود
وقد ازهرت نفسه وعمل مع الحياة لينخرط فيها وقد ملأ الفراغ الذي خلقه الله من أجله
وعمّر في الأرض بما يستطيع، حتى اذا حل الموت فجأة أو بعد مرض كان هذا الواقف سابقا قد أدى ماعليه أو أدى ماستطاع ادائه،
هكذا هي دورة الحياة بين مكره وراغب ودافع ومدفوع وتابع ومتبوع،
ندفع الموت بالأمل ونرضى بالنصيب.
ومضة
*وكم لله من لطفٍ خفيِّ
يدق خفاه عن فهم الذكيِّ
دمتم بخير
.
التعليقات
تعليق واحد على "الموت حق و الأمل أحق منه – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"
موضوع يحرك الاشجان ويثير الأحزان
جزى الله الكاتبة الف خير على اسلوبها الرصين وعباراتها الجزلة.