الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

ماذا بعد بين ايرا ن واسرائيل ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح جمدان الشهري

ماذا بعد بين ايرا ن واسرائيل ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح جمدان الشهري

.

اغتيل أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين – وهم مسعود محمدي – مجيد شهر يا ري – ودار يوش رضائي نجاد – مصطفى أحمد رو شن في طهران خلال العامين 2010 و 2012 م باستخدام القنابل المغناطيسية واتهمت طهران الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بأنهم وراء هذه الاغتيالات. 

اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في الداخل الإيراني بأيدي الموساد  لإسرائيلي  في17 نوفمبر 2020م، وتوعد الرئيس الإيراني بالرد في الوقت المناسب، وفي 3 ينايرعام 2020 م مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومساعديه بالقرب من مطار بغداد بأمر من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وهذا الفيلق هو الذراع الإيراني للتدخل في الشأن العراقي والسوري واللبناني وجماعة الحوث، وصرحت إيران أنها سوف ترد ردا قاسيا وفعلا ردت لكنه بعد التنسيق مع الولايات المتحدة..

وأنها سوف تضرب إحدى القواعد الأمريكية في العراق لحفظ ماء الوجه، ولم يصب أحد من القوات الأمريكية بأي أذى باستثناء بعض العمّال، وقد قتل أكثر من قائد وعميل إيراني في سورية ولبنان، وقد توعدت إيران بالرد في الوقت المناسب حتى نسي الإيرانيون الوقت المناسب حتى تم ضرب مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بواسطة الطيران الإسرائيلي بعد أخذ الإذن من الولايات المتحدة وقد نتج عنه مقتل 13 شخصا بينهم 7 من أعضاء الحرس الثوري الإيراني ومن بينهم العميد محمد رضى زاهدي..

وهو من أهم القادة لفيلق القدس في سوريا وحزب الله ولبنان، وهو المنسق لنقل الأسلحة والخبرات التقنية  الى حزب الله في لبنان وسوريا، وفي النظام العالمي للعلاقات الدبلوماسية أن هذه القنصلية جزء من السفارة وتعتبر أرض إيرانية، وتمت تصفية أهم القادة الإيرانيين لفيلق القدس في هذا القصف الإسرائيلي، وقد توعد الرئيس الإيراني وهو في أشد غضبه بالرد في الوقت المناسب إلا أن حسن نصرالله صرح بأن الرد سوف يكون بعد شهر..

والغريب والعجيب أن أمريكا واسرائيل لم تتعرض بالأذى لحسن نصر الله حتى في الحرب التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان وعلى قوات حزب الشيطان، وهذا يؤكد أن حسن نصر الله عميل مزدوج لأمريكا واسرائيل وأنه ينفذ أجندتها حتى في اليمن، وقد صدر تصريح ناري من قائد الحشد الشعبي في العراق أبو فدك المحمداوي أنه ينتظر الإذن من الرئيس الإيراني بالرد بالانتقام من إسرائيل جراء قصف القنصلية الإيرانية في سورية، والغريب والعجيب أنه عراقي والأراضي العراقية تنتهك من قبل فيلق القدس بين فترة وأخرى بالقصف والقتل والاغتيال والتصفية للعلماء والقادة والمواطنين العراقيين من قبل إيران، ولم تتحرك فيه كرامة العراقيين وسيادة العراق، وكما يقال : لم تتحرك فيه نخوة المعتصم.

إسرائيل في حالة استنفار قصوى للرد على أي إجراء تتخذه إيران انتقاما لقصف قنصليتها في دمشق، كما صرح بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي، واعتقد جازما أن إيران لن تفعل شيئا من داخل الأراضي الإيرانية، ولكن ربما من خلال ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان والحوث للحفاظ على ماء الوجه، وإذا بقي الحال كما هو فسوف تتلقى إيران الضربات الموجعة من وقت لآخر وتتحسر على قتلاها وتقيم المآتم وتتوعد وتهدد وتبقى سوريا مسرحا لتصفية الحسابات.

الحل الحقيقي والطبيعي لبقاء منطقة الشرق الأوسط في حالة أمن وسلام أن تسحب إيران ميليشياتها من سوريا ولبنان والعراق واليمن، ويبني علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة لبناء اقتصاد المنطقة وتطورها، ويمكن الوصول الى حل مع إسرائيل دون التدخل الإيراني، ولولا ما يسمى  بطوفان غزة لتوصل الأمير محمد بن سلمان مع الفلسطينيين والاسرائيليين الى اتفاق بإقامة دولة فلسطين على جميع أراضيها بما فيها غزة، ويعود المهجّرون الفلسطينيون عام 1948م الى وطنهم ودولتهم، ويتم الاعتراف بين الدولتين، وتعيش المنطقة في سلام، ولكن عندما أدركت إيران وميليشياتها بنجاح هذا الجهد السعودي لحل القضية الفلسطينية نفذت ما يسمى بطوفان غزة بأيدي عملائها في حماس والله المستعان.

قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه.

.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *