الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

حماس…حرب في غزة وضجيج في عمَّان! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

حماس…حرب في غزة وضجيج في عمَّان! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

.

خمسة عشر يوماً ومظاهرات عمَّان لم تَخفُت، تزداد أعداد المتظاهرين يوماً بعد يوم، ويزداد هتافهم وصراخهم وعويلهم، وكأن تلك الهتافات والضجيج سوف تُحرِّر أرض فلسطين بعد أن تورطت حماس بالمباغتة للكيان في السابع من أكتوبر الماضي، تاركةً أرض غزة محرقة للإسرائيليين يعيثون فيها فساداً وتحريقاً وهدماً وقتلاً ودماراً لم يشهد له التاريخ مثيل حتى اليوم.

لم تكتفي حماس بما أحدثته في غزة، فهاهم اليوم ساستها من خارج الحدود ينادون بالاعتصام والمظاهرات في الأردن، ونتساءل: متى كانت المظاهرات من خارج الوطن تُحرِّر الأرض من العدو الغاصب؟ ولماذا يدفع الأردن مع رجال أمنه ثمن حماية هذه المظاهرات في قضية لم يكن طرفاً فيها حين قامت حماس بطوفان الأقصى؟.

يقيناً…حتى لو استجابت الأردن بقطع العلاقات مع إسرائيل، وأسقطت معاهدة وادي عربة، لن تتوقف مظاهرات حماس حتى يأذن الولي الفقيه لها بالتوقف، فمشروع الهلال الشيعي يتم تحضيره بسقوط الأردن ونشر الفوضى بها، لتحكم حماس قبضتها على الحكم هناك ويكتمل مشروع إيران عبر ميليشياتها في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن والأردن، لتنتقل لاستكمال مشروعها في مصر والخليج لاحقاً.

إيران تتقن فن استخدام المرتزقة العرب الذين لديهم شغف بهدم أوطانهم عبر تشكيل الميليشيات ودعمها بالمال والسلاح والفكر للوصول إلى سدة الحكم في أوطانهم لتمتطي من خلالهم سيطرتها على الوطن العربي من الخليج للمحيط ممهدة لإقامة امبراطوريتها الفارسية المزعومة. بدلاً من عودة حماس إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والعودة للبيت العربي لإيجاد الحلول، لا زالت تغامر وتقامر بالقضية من خلال الانضواء تحت عباءة الفرس، فالدماء التي تنزف في غزة كل يوم لا تعني شيء ذو قيمة لحماس، فالهدف الذي تسعى له حماس وايران وإسرائيل معاً هدف واحد، تشطير الأردن وتقاسم النفوذ بين إسرائيل وايران.

وجه الغرابة في الموضوع هو غض الطرف من قبل الحكومة في الأردن عن هذه المظاهرات والسماح لها بالهتافات غير الرشيدة رغم أنها تنبعث من توجُّهات تمس أمن الوطن وتتدخل في سياساته، الشعار الذي تنادي به ليس وطني صِرف، بل هو نتاج إملاءات من خارج الحدود يبدأ بالتدريج لا يلبث لاحقاً بتغيير بوصلته باستخدام الدهماء والرعاع والعامة من أبناء الشعب بالدعوة لإسقاط النظام في الأردن نهائياً.

ختاماً: إذا أرادت الأردن الخروج بسلام من هذه المظاهرات ومظاهر العنف التي قد تحدث فما عليها سوى اتخاذ قرارات صارمة بالمنع ولو أدى ذلك إلى سحب الجنسيات من غير الأردنيين وترحيلهم خارج حدودها، فأمن الوطن والمواطن أولى من السماح بإشعال فتيل أزمة يصعب السيطرة عليها لاحقاُ، ولو أن حماس صدقت في دعواها بنتائج تلك المظاهرات لكان الداخل الفلسطيني في الضفة الغربية هو الأولى بذلك النداء الذي دعت إليه بدلاً من اشعال ساحات عمان في الأردن بتلك المظاهرات.

.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *