الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

نظرات في كتاب “محافظة خميس مشيط” للدكتور غيثان بن جريس – بقلم أ. عيسى بن سليمان الفيفي

نظرات في كتاب “محافظة خميس مشيط” للدكتور غيثان بن جريس – بقلم أ. عيسى بن سليمان الفيفي
 
عندما قرأت كتاب “محافظة خميس مشيط ” ( ق13-15هـ / 19-21م ) وجدته جمع ثمان دراسات علمية ووثائقية عن ( محافظة خميس مشيط) من عدة جوانب تاريخية وعسكرية وحضارية وتراثية، واقتصادية، واجتماعية، وفكرية. وكانت أول موضوعات الكتاب عن حاضرة خميس مشيط، كما قرأ الباحث وشاهد هذه الحاضرة، فقد كانت جزءً من مخلاف جرش، ووثق لمحات من تاريخها السياسي والحضاري خلال القرون الإسلامية المبكرة والوسيطة والحديثة، إلى أن دخلت تحت حكم الملك عبدالعزيز – رحمه الله –
 
وعرفت أجزاء من هذه الناحية باسم (ذهبان) . وزارها بعض الرحالة العرب والأجانب، وأشاروا إلى موقعها الجغرافي المميز الذي جعلها تتبوأ منزلة، ومكانة مرموقة، فكان يمرُّ بأسواقها المسافر والحاج، وطرق تجارية عديدة سواءٌ التي تاتي من تهامة أو السروات، أو الطريق الذي يخرج من اليمن ويمرُّ عبر بلاد نجران، أو طريق بيشة ورنية وتربة حتى الطائف.

ومدينة خميس مشيط تجتمع فيها عدة طرق . وموقعها الجغرافي والمناخي المميز جعلها مهوى لكثيرٍ من الناس الباحثين عن العمل أو الاستقرار الوظيفي خلال العصر الحديث والمعاصر، ولها حدود مميزة مع المناطق الأخرى المحيطة بها، مثل : بيشة، وتثليث، وتنومة، وطريب، وسراة عبيدة، وأبها، وأحد رفيدة.

وخضع إقليم عسير لعدة حكومات متتالية، منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، ففي الفترة التي بين (1800م وحتى 1814م) كانت تحت حكم الدولة السعودية الأولى التي أنشئت عام 1744هـ،ثم حكمها أمراء آل عائض بعد سقوط الدرعية، وسيطر عليها الحكم العثماني إلى أن جاء الحكم السعودي، ودخلت تحت حكم الملك عبد العزيز في عام 1338هـ.

ولم يكتفِ ابن جريس بالتدوين من المصادر والمراجع، بل قام برحلات ميدانية، وثَّقها بنفسه. والتقط لها الصور الفوتوغرافية من جميع النواحي، وهذه ميزة جيدة يخدم بها معظم بحوثه، ودراساته التاريخية والحضارية . واحتوى الكتاب على رسائل متبادلة بين غيثان بن جريس والأستاذ إبراهيم بن فائع، بين تاريخ ( 20 / 8 / 1425هـ ) إلى تاريخ ( 22 / 11 / 1430هـ)،

بالإضافة إلى بضع مدونات لابن فائع، والجميل انه طبع الرسايل والمدونات ثم نشر النص الأصلي لها . وفي الكتاب ايضا بعض الدراسات التي كتبت عن (محافظة خميس مشيط) من شخصيات معتبرة دونت التطور العمراني والحضاري والتاريخي والأدبي والتعليمي لهذه المحافظة العريقة .

وأورد المؤلف في ثنايا كتابه التطور الصناعي، والحرف اليدوية، واهتمام الأهالي بالزراعة على مرِّ العصور، فهي الرافد الأساسي المعيشي، والعصب الأول للتجارة، والمحافظة على التراث القديم، والتطور الإداري والمالي والعسكري والصناعي سواءٌ للاحتياجات المجتمعية، أو الحربية، والغذائية، ومصبوغات النساء، والصناعات الطبية، وتطور المياه والتحلية وانتشارها في المنطقة، ودخولها الى كل بيت، وهي نعمة كان يحلم بها كثير من الناس في المناطق الأخرى القريبة.

كما نشر المؤلف ذكريات بعض الشخصيات المهمة حول خميس مشيط، وتحدث عن التطور في المجال الديني وانتشاره بين أطياف المجتمع وفئاته، والتطور العمراني في كل مكان. وتطور التعليم في (خميس مشيط) وما حولها، واهتمام الأعلام المخلصين بها، وأول مدرسة حكومية افتتحت بها، في عام 1359هـ، وهي المدرسة السعودية، وسميت فيما بعد باسم (مدرسة مسلمة بن عبد الملك)، وطورت فيها القرى الريفية، حتى دخلتها الحضارة..

وانتقلت من الحياة الريفية إلى المدنية، التي يعيشها الناس منذ ستين عاما تقريبا. ومرَّت (خميس مشيط) بثلاث مراحل في التطور، كانت على النحو التالي: 1- المرحلة الأولى: حتى عام 1394هـ. 2- المرحلة الثانية: 1395هـ -1427هـ. 3- المرحلة الثالثة: 1428هـ – 1443هـ. وضمن لباحث كتابه الكثير من الوثائق، والخرائط، والصور التي كانت بمثابة البحث الميداني، والبحث بالمراسلات، والوثائق القديمة التي تعدُّ تاريخاً هاماً، و شاهداً على حقبة من التاريخ لم تدوَّن. ( والله الموفق ) .

.

التعليقات

تعليق واحد على "نظرات في كتاب “محافظة خميس مشيط” للدكتور غيثان بن جريس – بقلم أ. عيسى بن سليمان الفيفي"

  1. ففي الفترة التي بين (1800هـ وحتى 1814هـ)
    التاريخ ميلادي يرجى التصحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *