الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الأردن في خطر! بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

الأردن في خطر!  بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

 

طوفان الأقصى هو الاسم الذي أطلقت عليه حماس تلك التسمية، وتبرز تساؤلات حول ما إذا كانت الحركة قد توقَّعت كل ذلك التدمير والحصار والتجويع والقتل للشعب في غزة؟! أو كانت تُعوِّل على انسحاب إسرائيل وتوقُّف الحرب كما حدث من قبل في حروبها الستة بين الأعوام 2008م -2021م؟! أو أنَّها وقعت ضحية لتعهدات جهات خارجية بالدعم والحماية وحصدت الخذلان؟! كل تلك التساؤلات تتطلب الإجابة بتجرُّد وشفافية من قبل الساسة في حماس لإقناع الشارع العربي بالأهداف التي من أجلها كان طوفانهم المزعوم.

مع استمرار تلك المعاناة لدى الشعب في غزة والتوحش الذي أظهرته إسرائيل لسفك الدماء المعصومة الذي ذهب ضحيته النساء والأطفال والشيوخ، دون المساس بقادة حماس الذين اتخذوا من الأنفاق والملاجئ ملاذاً لهم، وتصريحات قادة حماس من خارج غزة التي تنادي بضرورة استمرار القتال حتى النصر أو الشهادة، فقد اتخذت إسرائيل من ذلك الطوفان ذريعة لتدمير غزة تدميراً كلياً.

يقيناً لقد كانت إسرائيل تعلم بهذا الطوفان، وهي من سمحت بل غضت الطرف عن هجوم الحركة ليتسنى لها التدخل في غزة لإحداث هذا الدمار الهائل، بدعم القوى الغربية التي تُشجِّع في الباطن على تهجير سكان القطاع، بينما تستنكر ما تقوم به إسرائيل في الظاهر لتبدو أمام شعوبها والمجتمع الدولي بالوقوف من هذه القضية موقف الحياد.

نعود للحديث عن طوفان الأردن، فما زال مسلسل الربيع العربي المشؤوم يتكرر، فالداعم بالمال والسلاح مشترك – عربي فارسي – أما الجهات التي تصوغ الفكر، وترسم المخطط، وتوجه السياسات، فهي الصهيونية العالمية ( الماسونية )، إذ تقوم أجهزة المخابرات العالمية ومراكز الأبحاث بتلك المهمة وفق مخطط متدرج، استطاعت من خلاله تدمير بعض البلدان العربية في ليبيا وسوريا ولبنان والعراق واليمن والسودان حتى الآن.

عندما أدركت حماس أن الانتصار على الكيان الصهيوني متعذر، أرادت جر الأردن عبر الدعوة للمظاهرات والاعتصامات، ابتداءً من إثارة الحماس لدى الجماهير، مروراً بقطع الطرقات، وانتهاءً بالدعوة لإسقاط النظام، هو ذاته السيناريو المتدرج الذي استخدمته تلك الفصائل عندما أسقطت بعض الأنظمة العربية، تاركةً الطوفان خلفها يأكل الأخضر واليابس تحت بند – أنا ومن بعدي الطوفان – لتدفع الشعوب وحدها الدماء والأنفس والأعراض، ناهيك عن التشرد في كل بقاع الأرض لاستجداء المساعدات من المنظمات الدولية.

يبدو أن الأردن في الطريق للانزلاق نحو الهاوية إن لم تسارع أجهزة الأمن والشعب في وأد الفتنة في مهدها، ويتداعى النشامى بالوقوف صفاً واحداً مع دولتهم لحماية الحدود من ناحية والحيلولة دون تكرار أحداث سوريا في العام 2011م على أثر أحداث الربيع العربي المشؤوم من ناحية أخرى.

الأردن في خطر، والسيناريو أبعد من غزة، والمخطط إحداث الفوضى، وسقوط النظام، وتقسيم الأردن المُوحَّد إلى شطرين، وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية باتجاه غرب الأردن لتصفية القضية بشكل نهائي قبل تهجير أهالي غزة نحو سيناء لاحقاً.

أما الشرق من الأردن فسيكون مطمعاً للميليشيات القادمة من كل النواحي لتشكيل بؤرة تتسع لاحقاً ليمتد شرَّها وشررها للأقطار المجاورة للأردن، ليكتمل الهلال الشيعي وفق المخطط المرسوم، والأمل معقود على أهل الحل والعقد في البلدان المجاورة للأردن بالتداعي عاجلاً لبحث الأزمة ودرء الفتنة ومنع توسُّع نطاق المظاهرات ولو بالقوة حتى لا تنخرق السفينة فيغرق الجميع.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *