الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

وقفات سريعة – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

وقفات سريعة – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

.

التعليم وما أدراك مالتعليم: من خلال ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من إخفاقات وزارة التعليم في مواكبة استراتيجية التحول المباركة 2030م، وأول هذه الإخفاقات الغاء الإشراف التربوي وهو جزء حيوي من تصويب العمل التربوي وضبط حركة التعليم والمعلم في المدرسة، ومباشرة رفع حركة الأداء في نقل المعلومة للطالب وفق رؤيا منهجية، والرقيب هو عمل منهجي وإذا غاب الإشراف التربوي فليس بيد المدير عصا سحرية لضبط حركة المعلم والطالب أو الطالبة، أما الإجازات الفصلية الثلاث أمر يدعو للدهشة فلو أضفنا لها إجازات الأعياد ذهب الوقت المدرسي في مهب الريح، وتلاشت المعلومة المدرسية التي يحتاجها الطالب والطالبة ربما الى 40%  ثم ماذا بعد يا وزارة التعليم ؟!!، وهناك من يقول أن وزارة التعليم  تحتاج الى زيادة المستشارين التربويين لدعم مسيرة التعليم وفقا للرؤية 2030… أتمنى على معالي وزير التعليم الموقر تفعيل دور الإشراف التربوي، وإعادة الإجازات الفصلية الى فصلين بدلا من ثلاثة فصول حفاظا على تحصيل الطالب، وتوفير الدعم للمعلم، وتخفيف الجهد على مدير المدرسة لممارسة دوره القيادي للمدرسة. أما موضوع الغياب فهو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، وقد صرح أحد المسؤولين في وزارة التعليم أن سبب الغياب هو مدير المدرسة وأولياء الأمور وهذه شماعة الهروب من مواجهة المشكلة، وحلها وفق دراسة منهجية من قبل لجنة مختصة للوصول الى حل يعالج هذه الظاهرة التي بدأت تجتاح المدارس بدلا من جعل مدير المدرسة وأولياء الأمور شماعة لغياب الطلبة واخفاق الجهات المعنية في وزارة التعليم، ومما يؤسف له أن تلجأ الوزارة الى حسم درجات السلوك والمواظبة وهذا يضر بنفسية الطالب ومعنوياته وطموحه وتحصيله العلمي، ويحاسب على أخطاء الآخرين المعنيين بحل هذه المشكلة… أتمنى أن نرى حلولا سريعة للمعاناة التي يعيشها التعليم، وكما هو معروف هو عصب الحياة في المجتمع، وما هذه إلا مقتبسات مما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، والله ولي التوفيق. 

الكرة أشغلت حتى المعتمرين: هوس الكرة والعصبية المفرطة للأندية الرياضية أفقد هؤلاء المتعصبين التقرب الى الله وطلب المغفرة والعفو والعافية، والخشوع أمام الكعبة المشرفة وبين جموع المسلمين الذين  أتوا من جميع بقاع الأرض في خشوع وانكسار والحاح الى الله بالتوبة والمغفرة، وهؤلاء يرفعون أيديهم الى السماء يدعون لبعض الأندية الرياضية بالنصر والتمكين ويدعون على أخرى بالهزيمة والزوال، ومنهم من تعدى الخمسين من العمر ولم يدعوا لوالديهم وأهلهم وذويهم بالمغفرة والرضوان، ويجاهرون بهذا الدعاء الخارج عن سياق المؤمن  بالدعاء والتهليل والتلبية والتكبير لأنها فرصة العمر في رمضان وفي البيت الحرام وأمام بيت الله المعظّم وأنها فرصة قد لاتعود مرة أخرى، وهذا يعد جهلا وبعدا عن الخشوع والتذلل وطلب حسن الخاتمة… أتمنى على الجهات المعنية محاسبتهم وإيداعهم دار الرعاية ليتعلموا أصول الدين، ويبتعدوا عن هذا السلوك الجاهلي البغيض والعصبية والعنصرية التي تولد الكراهية بين صفوف المجتمع، والحقيقة المرّة أن الإعلام الرياضي هو من يزرع هذه العنصرية والتعصب الرياضي في صفوف الجماهير، والله المستعان.

المسلسلات الرمضانية ماتزال تجتر الماضي: المسلسلات الرمضانية بكل أسف لم  يضيفوا لنا  شيئا جديدا يمكن أن يقدم لنا معلومة أو معرفة وإنما تجتر الماضي في مواقف كوميدية بمظاهر وحركات تقدم المواطن بشخصية ضعيفة وساذجة ، وتظهر المواطن وأنه خالٍ من المعرفة وطيب لدرجة السذاجة، وأنه يعيش في عالم غير عالمه وكل المواقف خالية من المحتوى المفيد والنافع وإنما حركات أقل ما يقال عنها أنها بهللة  للإضحاك فقط ، وأتذكر بكل التقدير مسلسلات طاش ما طاش وأن هناك بونا شاسعا بينها وبين ما يقدم الآن، فهي تعالج قضايا اجتماعية بمواقف ومعالجات كوميدية تدفعنا للضحك والمتعة وفيها نقد لاذع وبنّاء، ويحلقون في سماء الوطن الكبير بما فيه من تنوع في التراث والفنون الشعبية المتنوعة والثقافة وروح الانتماء، أتمنى بل أرجو  أن يعود طاش ما طاش بثوب جديد يتماشى مع روح 2030، وعودة الود والتّصافي بين الأخوين الكريمين القصبي والسدحان ليواصلا تألقهما في سماء  المتعة والفائدة عبر قنواتنا الفضائية، والحقيقة لا أسقط الجهود فيما يقدم الآن على الشاشة ولكن أتمنى الأفضل وأدعو الكتّاب المساهمة في تقديم عمل بشكل كوميدي يعالج قضايا المجتمع السلبية، والله المستعان.

قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه والحمدلله رب العالمين.

.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *