الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٧ شوال ١٤٤٦ هـ

سلوكيات متناقضة! – بقلم الكاتب أ. محمد ال مخزوم

سلوكيات متناقضة! – بقلم الكاتب أ. محمد ال مخزوم

 

بالأمس يقرأ الطالب في الكتاب المُقرَّر على مقاعد الدارسة تحريم الغش “من غشَّنا فليس منَّا”، واليوم على ذات المقعد يمارس الغش كسلوك اعتاد عليه، كانت دراسة الحديث مجرد تنظير لم يتغير معها سلوكه ولا حتى الواقع الذي يعيشه.

يشاهد المُدخِّن تلك العبارات والنصائح والتوجيهات على علبة السجائر تُحذِّر من أخطار التدخين كونه أحد الأسباب الرئيسة لمرض السرطان وتصلب الشرايين وأمراض القلب، ثم يُمارِس التدخين بشراهة ليس مجاناً، إنَّما يبذل ماله مقابل ذهاب صحته.

في مجال التجارة تظهر قضية التستر التجاري ومخالفة النظام وابتزاز الموظفين والعُمَّال في أرزاقهم وعرق جبينهم ليتقاضى مبلغاً شهرياً نظير كفالتهم، يرفع يديه بالدعاء بعد كل صلاة مكتوبة يرجو صلاح الحال والمآل، هذا بعيد من الإجابة، فمن كان مطعمه ومشربه حرام لا يُستجابُ له، فما خالف النظام خالف الشرع.

تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي ( الواتساب، التيكتوك، السناب شات ) صور خادشة للحياء ومقاطع فيديو لبعض الفتيات، يتطوَّع أحدهم للدخول لتلك المواقع ناصحاً الفتيات ومحذراً من الفتنة، لماذا سمح لنفسه بالدخول ومشاهدة المنكرات؟ هذا الناصح وقع فيما حذَّر منه في سلوك متناقض.

يقف الخطيب على المنبر في خطبة الجمعة يتحدث عن الأمانة مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع المشاهدة، في الأثناء يتغيَّب عن باقي الصلوات، يصلي أحد الحاضرين إماماً بديلاً عن الإمام الغائب الذي كان يحاضر بالأمس في خطبة الجمعة عن هذا الموضوع، سلوكيات متناقضة.

يدرس الطالب في مدرسته القيم الإسلامية كالصدق والوفاء بالعهد وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار، ثم يعود للمنزل فيسمع من والديه الكذب والقطيعة والنفاق وأذى الجار، سلوك متناقض بين المدرسة والمنزل.

في الحياة الاجتماعية عندما يريد الزواج يظهر في أحسن أحواله متقمِّصاً دور المثقف والمتدين والغني وذو الأخلاق الحميدة، أما الفتاة فتجد من يتحدث باسمها أنها صوَّامة قوَّامة مُطيعة قادرة على تدبير المنزل بكفاءة، ينقلب الحال بعد الزواج إلى أسوأ حال، سلوكيات متناقضة في الحياة الاجتماعية.

خلاصة القول، سوف ينكشف من يتصنَّع المثالية، ويعمل على تزييف الحقائق، من الطبيعي أن تعيش كما أنت، فأنت فريد وحدك، ليس لك مثيل، ناقش، جادل، تحدَّث، ولا تكن صدى للآخرين، ولا تعمل عملاً أو تتحدث بقول إلا بعد اقتناع، ذلك أدعى لبناء القيم لديك، فلتكن سلوكياتنا نابعة من قناعات تأكَّدت وترسَّخت لدينا لدوام الثبات.

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *