الأحد ١٣ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٥ شوال ١٤٤٦ هـ

إفطار صائم – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

إفطار صائم – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

إفطار صائم قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا )، بلد الحرمين الشريفين مشهود له عبر تاريخه من عهد المؤسس رحمه الله بحب الخير وتقديم العون لكل مسلم مقيم ولكن في شهر رمضان المبارك أكثر بذلا وأكثر عطاءا، وإفطار صائم له أولوية وخصوصية في هذا الشهر المبارك وفي أيام الاثنين والخميس والأيام البيض، وما يقدم في الحرمين الشريفين من إفطار صائم ليس له مثيل أو نظير على وجه الكرة الأرضية..

وهذه سجية إيمانية في نفس كل مواطن ونحمد الله على ذلك، قال الله تعالى : (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله وسع عليم ). أمّا ما يقدم من أبواب الزكاة من دعم مادي فهذا فضل من الله، والزكاة مثل الصلاة فرض عين على كل مقتدر من الغني للفقير لكيلا يبقى أحد دولة بين الأغنياء وهذا هو جوهر ديننا الإسلامي، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وأجود من الريح المرسلة في البذل والعطاء..

ونحن نسير على هديه، ونتبع سنته عليه أفضل الصلاة والسلام. بعض الجمعيات الخيرية وبعض فاعلي الخير في إفطار صائم يفتقدون الى التنظيم والإشراف والمتابعة والمحافظة على النعمة، وما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من مناظر لسوء التنظيم وقلة الإشراف والمتابعة، وإهدار النعم والعبث من بعض المقيمين وربما من غير المسلمين، وهذا يسيء للعمل الخيري ولجهود الدولة في إفطار صائم فقد شوهدت بعض الموائد تقدم على الأرصفة بدون سفر ثم تكنس بطرق مهينة للنعمة وللمنعم..

وأجزم أن الجهاز الرقابي من قبل البلدية لا يؤدون دورهم كما هو مطلوب في ضبط الموقف كما هو الحال بالنسبة للجمعيات الخيرية، ولهذا أهيب بوازرة الشؤن الإسلامية بإلزام المعنيين بتوفير كل الخدمات الضرورية والحرص والعناية بالحفاظ على بقايا الفطور ووضعه في أماكن مخصصة ببقايا الأطعمة الزائدة حفاظا على النعم والحفاظ عليها من الزوال، والرسول عليه الصلاة قال : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ). هناك من يطالب أن يكون إفطار صائم خاص بالمسلمين، ولكن العمالة الغير مسلمة موجودة بأعداد كبيرة يشاركون الصائمين في فطورهم وهذا أمر محمود وديننا يرحب بهذه المشاركة؛ لأنهم بحاجة..

ويحث عليها ديننا الحنيف لأنه دين الرحمة وكما يقال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، وفي كل كبد رطب صدقة، ونعم الله علينا كثيرة ولله الحمد، قال الله تعالى: ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ). أيها الخيرون المباركون في هذا البلد المبارك مدوا أيديكم بالعطاء والصدقة لذوي القربى والفقراء والمحتاجين واحذروا المنّ كما قال الله تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صداقتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس …)

قال عبد الله بن عباس: (من كمال البر من عون أو صدقة أو معروف تعجيله وتصغيره وتحقيره وستره). شهر رمضان المبارك موسم لأعمال البر والخير وصلة الرحم والتسامح والتصالح والتعاون، وكما قال الشاعر الحطيئة رحمه الله: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس قبل الختام، اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمدلله رب العالمين.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *