الخميس ١٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٢ شوال ١٤٤٦ هـ

معركة ذات المقالي – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

معركة ذات المقالي – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري
 

رمضان أقبِل فالقلوب تشوقت .. ونوارس البشرى هنالك حلقت

مع بزوغ هلال رمضان وبعد مد وجزر في رؤية الهلال والتصعيد “الهمجي” من قِبل فئام تزج بالعنواين إلى ساحات الصراع الفكري في صورة سوقية نزقه ،من خلال التطبيقات التداولية التي تعكس نشاط المجتمع مع أن هذه التطبيقات ساعدتنا كثيرا في التواصل ونقل المعلومة  والمعلومة الدقيقة بالذات لمن يتحرى الدقة ،ولله الحمد،
لكن هناك تصعيد من نوع آخر
وهو واش سويتوا فطور ، واش افطرتوا…!!؟؟
لماذا فطور رمضان يُشكل هاجس مخيف !!؟؟
ويتحول من مثل هذا النهج النبوي الكريم
( كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيرْاتٌ، فإِنْ لمْ تَكُنْ تُميرْاتٌ حَسَا حَسَواتٍ مِنْ ماءٍ، رواه أَبو داود والترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.
إلى مد موائد تعج بالأكلات المتنوعة
نعم نحن مجتمع مَنْ الله عليه بنعم شتى ونرفل في خير عظيم وخيرات تفد إلينا من كل ارض
إذاً لماذا الخوف من الجوع أليس رمضان للجوع وللتخفف من احمال نكنزها طيلة العام
( صوموا تصحوا ) كما ورد في الأثر، وفي الخطاب العالمي اليوم للصحة
تعمد كثيرا من المشافي و المؤسسات الصحية إلى العلاج بالصيام، ويؤكدون على فاعليته الممتازة في التعافي حتى من مرض السرطان،
ولكن في دخولنا الى مراكز التسوق نجد المنتجات التي تعانق السقف تحت مسمى ( المنتجات والبضائع الرمضانية)
في زمن قديم كانت أمي تخبز لنا فطير الميفا كل يوم ، وبجانبه صحن يدام و قليل من التطلي ، ثم تطور الحال وكان للمصيفين القادمين من مكة والطائف اثرا كبيرا حيث نقلوا معهم السمبوسة والشوربة و الفيمتو و المكرونه إلى موائدنا في جبال السروات ، فأصبحن النساء يتحدثن عن كم حبة سمبوسة لفيتها امس وكم حبة رقاق و كم حبة عجين ،ولا تهون اللقيمات ثم صعدت إلى المائدة السيدة بطاطه
في صورة شرائح مقلية، ثم اتت السيدة بيتزا مهرولة مسرعةلتجلس بجانب اختها سمبوسة ومالبثت أن نادت اخيها “السبرنق رول”أو لفائف الجبن ثم تزاحمت الصحون والكاسات والملاعق و السكاكين والفناجيل و كؤوس الماء و العصيرات،
واحدثن جلبة
واخذت الشغالات العاملات المنزلية يصرخن ، معذرة ياسيدي القاضي
يوجد على السفرة وفي المطابخ والبيوت معركة،،
أيها القاضي يجب أن تفصل بيننا،
قال اما معركة “ذات المقالي “فلست لها بقالي وليس لي بها طاقة،
فأنا أول عشاق السمبوسة، واللقيمات واعشق البطاطا المقلية، وكتف الخروف المندي وصينية شوربة الجريش فاصبري واحتسبي يا امرأة
ولاتناديني مرة اخرى ياشقية.
ولا تزال الجلبة مستمرة فالشوارع تزدحم بالمتسابقين إلى السوق و البيوت يعلو فيها الاصوات منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة ،
فأصحاب الدنيا سبق ذكرهم و اصحاب الآخرة لهم جلبة أخرى يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا)
جمعيات خيريه ومبرات تطوعية “ربما تحتاج للترشيد بعناية”
لكنها تُقدم الطعام والشراب في الحرمين و في المساجد وتصرف للمتضررين في فلسطين وفي كل مكان مايساعد تلك البطون الخاوية على محاربة جوعها واقامة صلبها وهناك من يحدث جلبة في تلاوة القرآن والتهجد والقيام وهناك من يحدث جلبة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر فهو يتابع عمل التطبيقات التي تسهل وصول الصدقات لمستحقيها و يسهل و صول الشبكات بعضها ببعض،وشتان بين من يحب الدنيا ومن يحب الآخرة، وفي لحظة صفاء اطرقت حياء من رمضان،،
حيث تحول شهر الرمض والخفة و الحرارة حرارة الجوع والعطش و حرارة استشعار حاجة الآخرين
تحول إلى شهر “البطون المتخمة”
فلا تسمع بعد الفطور إلا همسا مُدت الموائد ونُسفت الصحون ثم “اللهم يا مسلم سلم ،،
عذرا يا شهر الصيام
عذرا فقد انتكست المفاهيم لدى غالبية الناس وقُلبّت المعاني وتغيرت الأحوال، ولم تنفع الشهادات اربابها ولم تنفع المعلومات اصحابها، فمعركة” ذات المقالي ” قلقلت القلوب والبطون
فاصبحنا نعاني من السمنه و نربط البطون من التخمة ثم ننتحب خوفاً من الدوام و نبكي نريد أن ننام النهار ونتذمر من الدراسة في رمضان كل ذلك من أجل سفرة الإفطار التي يجب أن تجمع الوان الطعام في ساعة واحدة وما أنزل الله بها من سلطان ولكي نخزن كل هذه الاطعمة ليلا
ثم نتثاقل نهاراً عن المسير وتعبس الوجوه وتسوء الأخلاق وتتعالى صيحات الضيق قبل الإفطار امام جرار الفول و عصير السوبيا وعند اشارات المرور وفي المنعطفات
تلك منعطفات خطيرة وجب لها الترشيد
فعذرا فقد انخفضت الهمة كثيرا ياقوم
قصة / يروى أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله –
بعد ان توطد حكمه واستقرت مملكتة
كان يجلس بجانب المائدة ولا يتناول منها شيئا وبعد حول من الزمان رأه الذي رأه قبل عام واذا به كما هو لم يحمل اللحم ولم يزد وزنه ، فقال له علامك يا امام لا تتناول الطعام
قال : العافية في اطراف الجوع .
اضاءة / العظماء يصنعون التاريخ فالبطون لاتهمهم.

دمتم بخير .

 

التعليقات

تعليق واحد على "معركة ذات المقالي – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. صح لسانك ياكاتبتنا الرائعة وفعلاً كلام صحيح الله يديم علينا النعم ولايغير علينا ويجعلنا وإياكم من المقبولين ومن عتقائه من النار ❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *