تزايدت وبشكل ملحوظ نسبة غياب الطلاب، أصبح الغياب ظاهرة جماعية لا فردية، لاسيما الطلاب بالمرحلة الابتدائية، أسهم في هذه الظاهرة قروبات الواتساب على وسائل التواصل الاجتماعي، تتنادى من خلالها الأمهات بالحث على غياب الطلاب جماعياً تفادياً للعقوبات والمساءلة من الجهات التعليمية تحت مبدأ – الاتحاد قوة – أما الآباء فلا دور يذكر لهم سوى نقل الأبناء للمدارس ذهاباً وإياباً دون أدنى مسؤولية.
عوامل عديدة مع الأسف ساهمت في ظاهرة غياب الطلاب وعدم حضورهم للمدارس، العامل الأكثر تأثيراً في ذلك الغياب كان قرار استحداث الفصل الدراسي الثالث من وزارة التعليم، القرار كان مفاجئاً، لم تُستطلع آراء أولياء الأمور في تنفيذه، كان الأجدى بوزارة التعليم التدرُّج بالتطبيق في عينة مدرسية للوقوف على نواتج التعلم ومعالجة السلبيات التي قد تبرز من جرَّاء تطبيق القرار قبل أن يُعمَّم.
غياب الرؤية والمنهجية لدى وزارة التعليم في معالجة هذه الظاهرة كان سبباً آخر في غياب الطلاب، فعلى الرغم من وجود درجات للمواظبة في المرحلتين المتوسطة والثانوية لا تُنفَّذ فعلياً على أرض الواقع لمراعاة ظروف الطالب، إلا أن هذه الدرجات فقدت المصداقية عندما يحصل الطالب نهاية العام على الدرجة النهائية في المواظبة وبنسبة 100% رغم كثرة غيابه.
لن يصلح حال التعليم في الوقت الحاضر إلا بما صَلُح به أولُه، في كل الدنيا نواتج ثلاث للتعليم والتعلم ( النجاح، الرسوب، الإعادة )، النجاح هو الناتج الأوحد في تعليمنا، في ضوء ما سبق استيقن أولياء أمور الطلاب من نجاح أبنائهم رغم تقصيرهم دراسياً وعدم حضورهم للمدارس على مدى عقود من الزمن.
خلاصة القول، تنفيذ درجات المواظبة بفعالية، والحسم من الدرجات عند الغياب، والحرمان من الدراسة فترة محددة، والعودة للفصلين الدراسيين، وتطبيق الاختبارات التحريرية بكافة المراحل الدراسية سوف يزيد من نواتج التعلم، وسيدفع بأولياء الأمور لاستشعار مسؤوليتهم التعليمية تجاه أبنائهم.
التعليقات