فرض شهر رمضان المبارك على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، وهو أعظم الشهور وأجلّها قدرا وأعظمها أجرا، فيه ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر، والصوم هو بلوغ التقوى واكتساب الأجر، ومقاومة الشر والفتنة وتدريب النفس على الصبر والتعاطف مع من هم أقل حظا، وصلة الرحم وهو كل من له معك قرابة عن طريق الأب أو الأم.
شهر رمضان المبارك شهر فيه تصفد الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنة، وتصفو فيه النفوس، وتزداد فيه أعمال البر والخير والتراحم والتواصل والصدقات والتسامح والعفو عن الناس، قال الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام: (رغم أنف (خاب وخسر) من ذكرت عنده ولم يصلِ علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة)، رواه أبو هريرة.
شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات التي فتحت فيها أبواب العالم للإسلام، ونشر القيم والفضيلة على الكرة الأرضية، ومن أهم المعارك التي هزم فيها الكفر والكافرين والشرك والمشركين وارتفعت فيه رايات التوحيد (معركة بدر الكبرى) بقيادة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد سماها القرآن يوم الفرقان لأنها تفرق بين الحق والباطل، والتوحيد والشرك، وبين الكفر والايمان، وبعد غزوة الفرقان انطلقت الفتوحات فكانت غزوة فتح مكة وتسمى بالفتح الأعظم إيذانا بدخول مكة المكرمة والبيت الحرام سلما باستثناء مجموعة قاومت فقضى عليها خالد بن الوليد، وأصبحت مكة تحت سلطة وإدارة القائد الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وانطلقت منها كتائب المجاهدين لتنضم الى جحافل الجيش الإسلامي وكانت في العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة.
معركة فتح البويب في رمضان 13 للهجرة الموافق 9 نوفمبر 634م بين المسلمين بقيادة زيد بن حارثة والفرس بقيادة مهران بن باذان في الحيرة، انتصر فيها المسلمون وكانت من المعارك الكبيرة والفاصلة، معركة القادسية في 15 هـ الموافق 636م بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص الصحابي الجليل والامبراطورية الفارسية بقيادة القائد رستم، انتصر فيها المسلمون وقتل القائد رستم، وكانت أهم المعارك لفتح العراق وقد شهدت تحالف للإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الامبراطور البيزنطي هرقل والكفر ملة واحدة.
فتح الاندلس في92هـ 711م بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد وبين مملكة القوط الغربيين في معركة وادي لكه بقيادة الملك لذريق، انتصر فيها المسلمون انتصارا ساحقا.
معركة عين جالوت هي من أعظم المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي بين المماليك بقيادة سيف الدين قطز سنت 658 هـ 1260 م وبين جيش هولاكو المغولي، وقد تراجع الجيش المغولي قرب بيسان، وهناك كانت المعركة الفاصلة التي أبيد فيه الجيش المغولي، واستشهد فيها سيف الدين قطز وكان انتصارا عظيما حافظ على الإسلام في مصر والعراق والشام وفلسطين.
معركة اكتوبر ( معركة العاشر من رمضان ) 1373هـ الموافق 6اكتوبر 1973م اجتاز فيها الجيش المصري خط بارليف وهو أعظم من خط ماجينو الذي أقيم في فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وحطم أسطورة الجيش الاسرائيلي واسترد السيادة الكاملة على قناة السويس وجميع الأراضي المحتلة في شبه جزيرة سيناء، كما استرد قسم من مرتفعات الجولان التي تشمل مدينة القنيطرة ورجوعها الى السيادة السورية.
وماتزال تنتظر غزة وفلسطين ذلك اليوم الذي يتحقق فيه بإذن الله تحرير الأقصى والأراضي الفلسطينية وطرد اليهود الغاصبين الى غير رجعة، ليبقوا شتاتا من حيث أتوا تلاحقهم لعنات الظلم والطغيان والجبروت وليس ذلك على الله بعزيز، وما يحتاجه الفلسطينيون الآن هو العودة الى الله بقلوب صادقة، وتصحيح مسار الإعلام الفاسد المسير، والعودة الى الصف العربي والإجماع العربي، والخروج من دائرة إيران الشيعية المتطرفة التي تحارب أهل السنة والجماعة، وتسعى لشق الصف العربي والإسلامي والعودة لاتفاق مكة المكرمة ولم الشمل الفلسطيني ليكون لحمة واحدة وصفا واحدا وصوتا واحدا.
قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، واجعلنا جميعا ممن يصوم هذا الشهر المبارك إيمانا واحتسابا وأن يعيده أعواما عديدة وأزمنة مديدة والوطن بألف خير، والحمدلله رب العالمين.
التعليقات