تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده عودة الاختبارات المركزية للصفوف الثالث والسادس الابتدائي والصف الثالث المتوسط في الاختبار النهائي بالفصل الدراسي الثالث لمقررات العلوم والرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية، هذا القرار كان له صدى ايجابي واسع بين أفراد المجتمع.
بالعودة بالذاكرة للعقود التي مضت عندما كانت الاختبارات المركزية تُجرى للطلاب بالصفوف السادس الابتدائي والثالث المتوسط والثالث الثانوي في الفصل الدراسي الثاني، كانت أسماء الناجحين تُعلن عبر المذياع والصحافة، بعض المدارس تُذاع نتائجها ( لم ينجح أحد ).
من إيجابيات هذا القرار أنه يُعيد للمعلم هيبته واحترامه، وللكتاب والمقرر الدراسي قيمته واعتباره، وللطالب جدارته وتفوقه، ولولي الأمر واجباته ومسؤولياته، الشيء بالشيء يُذكر، فخلال العقدين الماضيين كان للتقويم المستمر بالمرحلة الابتدائية نتائج كارثية حصد ثمرتها الخريجين من طلاب الجامعات في الوقت الحاضر الذين لا يحسنون أبجديات اللغة العربية وغيرها من العلوم الأخرى.
أجزم تماماً أن نسبة النجاح قد بلغت 100% في كل المدارس وبكل المناطق للمرحلة الابتدائية خلال الفترة التي اعتمد فيها التقويم المستمر كوسيلة معيارية وحيدة في تقويم الطلاب – أي لم يرسب أحد -، بصورة معاكسة لنتائج بعض المدارس في الماضي – لم ينجح أحد – وفي كلتا الحالتين خلل فادح يعود في الغالب لطريقة وأسلوب التدريس من المعلمين، ليس للمقرر المدرسي أو البيئة المدرسية أو الطالب إلا مسؤولية محدودة لا تكاد تُذكر.
قرار اعتماد الاختبارات المركزية في الوقت الحاضر له فوائد عديدة منها، شعور الطالب وولي أمره والمعلم والمدرسة بالمسؤولية، سيبذل الطالب جهده في المذاكرة، ولي أمر الطالب سيقوم بالمساعدة إذا اقتضت الحاجة، المعلم سيتفانى في تدريسه، المدرسة ستعمل على تهيئة البيئة المدرسية وتوفير مصادر التعليم والتعلم ما أمكن.
وحدة الاختبارات المركزية ستقضي على الفوضى في إعداد الأسئلة، عندما تأخذ في الحسبان جدول المواصفات في إعداده، وفي الاعتبار تُراعي الفروق الفردية بين الطلاب، سيكون التنافس محموماً بين المدارس بالاستعداد مبكراً لتلك الاختبارات، في نهاية المطاف سنلحظ نتائج مبهرة ومستويات عالية للطلاب بعد فترة من الزمن وبصورة إيجابية.
التعليقات