الفساد وما أدراك ما الفساد الفساد ضد الصلاح وضد القيم والأخلاق وضد الطبيعة والإنسانية، وللفساد عدة أساليب وأوجه وطرق ملتوية من أهمها وأخطرها: الرشوة – الاختلاس – السرقة – الاحتيال – الكسب غير المشروع – الابتزاز – استغلال النفوذ – سوء استخدام السلطة – المحاباة والمحسوبية والتزوير. العبرة بالاعتبار: قال الله تعالى: ( فاعتبروا يا أولي الأبصار )، وأغبى الأغبياء من لا يعتبر بغيره وربما يكابر وكأنه بعيد عن الأعين أو فوق الرقيب، وما درى أن الله فوق الجميع، فأين المهرب؟
ويدفعني لهذه المقدمة قضايا الفساد التي بدأت تظهر حديثا، وقد أصبحت هيئة الفساد هاجسا لكل مسؤول على مستوى الوطن وواجهة حضارية لتطهير المجتمع من كل الفاسدين كائنا من كان كما قالها صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وقد بدأت هيئة الفساد تطيح برموز الفساد وأعوانهم وعملائهم من بعض المواطنين والمقيمين.
بعض من شرفوا بالثقة الملكية الكريمة وأنيطت بهم مهام ومسؤوليات وطنية سواء أكانوا وزراء أو مدراء جامعات أو رؤساء للهيئات الملكية أو قاده أو مدراء إدارات، وتحت أيديهم سيولة نقدية للتنمية والتطوير مات عندهم الضمير والخوف من الله فخانوا الأمانة وامتدت أيديهم الى المال العام، وعاثوا فسادا فنهبوا المال بعدة طرق ملتوية واستغلوا سلطتهم وسهلوا لمنهم تحت سلطتهم ليمارسوا نفس دور المسؤول الكبير للتستر..
وقد هيّأ الله لهيئة الفساد رجال مخلصون كشفوا هؤلاء الفاسدين وتم القاء القبض عليهم، والعجيب والغريب أنه لايزال هناك من يمارس الفساد بدم بارد ولم يعتبر بمن سبقه ممن سار في طريق الفساد وما حل بهم من فضح أمرهم وما نالهم من حرمانهم من الخدمة ومن الغرامة ومن السجن، ومن تشوّه في مسار حياتهم، وما لحق بأسرهم من حزن وألم وحتى الخجل من المجتمع، وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام :”إن الله ليملي لأحدكم حتى إذا أخذه لم يفلته”.
وقد بين الله سبحانه عظم الفساد وأثره على المجتمع في القرآن الكريم فقال سبحانه : ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)، وقال تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )، أما العقاب عند الله فقد ورد في هذه الآية: ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )..
وقال تعالى : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنّة ولهم سوء الدار) صدق الله العظيم، وقد ذكر الله الفاسدين في آيات الحرابة وما يطولهم من عقاب في الدنيا بقطع اليد أو قطع الرجل من خلاف أو القتل وهو آخر العلاج، و ما تم كشفه من قبل هيئة الفساد وفقهم الله من الفاسدين والذين أودعوا في غياهب السجون لينالوا جزاءهم في الدنيا فهل من معتبر بعد هذا كله أن الفاسدين لا يستحقون الرحمة؟! ومن لم يعتبر بغيره فهو غبي ويستحق أقسى العقوبة.
قبل الختام : اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه ومن الفساد والفاسدين، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات