تلعب الأعراف الدور الرئيس في طقوس حفلات الأعراس، تتباين عندما تتباعد المسافات بين الأقطار، وتتشابه مع تقاربها، تسري تلك التقاليد في المجتمع سريان النار في الهشيم، تتقاذفها الأهواء والتقاليد والعادة، تتردد فيها عبارات تحت بند – مَرَّة في العمر أو القيام بالواجب أو لسنا بأقل من غيرنا – وغيرها من العبارات خوفاً من نقد المجتمع رغم تفاوت المستوى المعيشي بين أفراده.
الإنسان اجتماعي بطبعه، لا يستطيع أن يُغرِّد وحيداً، فالحفلات قضية اجتماعية بحتة كغيرها من القضايا الاجتماعية الأخرى، الرأي الواحد فيها متعذر، الغلبة فيها والقوامة للعنصر النسائي بتقليد كل جديد مستحدث في عالم الأزياء والموضة، بل حتى في اختيار أو إعداد موائد الطعام من حيث الكم والنوعية.
المباهاة في حفلات الزواج هي السمة السائدة في المجتمع، لا يملك طرفي العلاقة الزوجية سوى ملازمة العرف والعادة، لا يوجد من يُعلِّق الجرس ويقضي على الموروث، وتظل فكرة انشاء قاعات أفراح مجانية تعود ملكيتها للجمعيات الخيرية أحد الحلول، تفتح أبوابها طوال العام لكل أفراد المجتمع من كافة المناطق، والتقيد بالزواج الجماعي ضرورة لخمسة أفراد على الأقل، ماعدا حفلات عقد القران.
الزواج الجماعي والقاعات المجانية سوف تُشجِّع على الزواج المبكر، يترتب عليها قلة الأعباء المادية، والهدر الغذائي، والوقت المستهلك في حضور كل المناسبات، يكون فيها برنامج مُعَد سلفاً لطرد الملل عن المدعوين فترة الانتظار، سيقضي على المباهاة والاسراف، يَسهُل فيها القيام بخدمة المحتفلين من لجان الجمعية، يحضر تلك المناسبات رجال المال والأعمال وأهل الحل والعقد للتبريكات وتقديم الهدايا والعطايا للعِرسان والعرايس.
هذه دعوة للقائمين على الجمعيات الخيرية التي عَمَّ نفعها وخيرها القاصي والداني في كل طرق الخير بتبني هذه الأفكار وتشجيعها ودعمها، فالجمعيات الخيرية لا يقتصر دورها على تقديم المساعدات للفقراء والمعوزين فحسب، بل يتطلع المجتمع إلى توسيع دائرة منافذ الخير لتشمل مثل تلك المقترحات، فهي من النفع العام الذي سينعم به كافة أفراد المجتمع قاطبة.
التعليقات