يوم التأسيس يوم له ما بعده – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

يوم التأسيس يوم له ما بعده من الكفاح والصمود والتحدي والتضحية، وكانت انطلاقة الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون لتضع الأساس القوي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام بعد أن تم الاتفاق بين الإمام محمد بن سعود بن مقرن والشيخ محمد بن عبدالوهاب ليكوّنا وحدة سياسية تخضع لنظام يستمد شرعيته من قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام وفي مستهل العام 1139 هـ الموافق 1727م تمكن الإمام محمد سعود بن مقرن أن يؤسس لبناء الدولة السعودية الأولى على شبه الجزيرة العربية..

وقد امتد حكمه على معظم شبه الجزيرة العرية مما شكل خطرا على الدولة العثمانية في المنطقة وخصوصا في العراق والشام، وعلى ضوء ذلك أوعزت الى عاملها على مصر محمد علي لإيقاف هذ المد السعودي في المنطقة فجهز جيشا بقيادة ابنه إبراهيم باشا الذي هاجم الدرعية وأسقط حكم الدولة السعودية في تلك الفترة، إلا أن شعلة هذه الدولة لم تنطفئ، وبدأت المقاومة حتى تحررت الدرعية وملحقاتها، وانطلقت الدولة السعودية الثانية على يد الأمير تركي بن عبد الله آل سعود واتخذ الرياض عاصمة لدولته..

وتوسعت دولته لتواصل مسيرة الدولة السعودية الثانية إلا أن اختلاف أبناء الإمام تركي على السلطة وما نشب بينهم من صراع تسبب في إضعاف الدولة وسقوطها على يد أمير حائل محمد بن رشيد في سنة 1309 الموافق 1891م، وقد نشب صراع قوي بين عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود وابن الرشيد بدعم من الدولة العثمانية بعد سقوط الاحساء، فرحل الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي الى الكويت وهو آخر أئمة الدولة السعودية الثانية في أواخر أغسطس 1891م ليتابع أخبار المناوئين لابن الرشيد..

وأخبار نجد وما يدور فيها من أحداث، وهو والد الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة وموحد قبائل شبه الجزيرة العربية وصانع مجدها وجامع شملها وموحدها من ثوابت ومنطلقات الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب في بناء الدولة السعودية الأولى . أما الدولة السعودية الثالثة فهي الوريث الوحيد للدولتين الأولى والثانية وقد تأسست في 5 شوال 1319هـ 15 يناير 1902م على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه والذي تمكن من استعادة مدينة الرياض ليؤسس الدولة السعودية الحديثة المعاصرة (المملكة العربية السعودية)..

وقد خاض الملك عبد العزيز أكثر من 29معركة من أهمها: 1- معركة الرياض سنة 1319هـ مع ابن الرشيد. 2- معركة الدلم 1320هـ مع ابن رشيد. 3- معركة البكيرية 1904م ضد إمارة جبل شمر. 4- معركة جولين بقيادة سلطان بن فيصل الدويش. 5- معركة الشنانة ضد إمارة جبل شمر 1904م. 6- معركة روضة مهنا ضد إمارة جبل شمر 1906م. 7- معركة الطرفية ضد امارة جبل شمر وقبيلة مطير ومنطقة القصيم 1907م. 8- معركة الاحساء ضد الدولة العثمانية 1913م. 9- معركة تربة ضد المملكة الحجازية الهاشمية. 10- معركة حمض ضد إمارة الكويت. 11- معركة ضد إمارة آل عايض في عسير. 12- معركة تربة ضد قوات الشريف 1919م.

لم يضع الملك عبد العزيز سيفه لمدة ثلاثين عاما في غمده إلا بعد إعلان توحيد المملكة 21جمادى عام 1351هـ الموافق للأول من الميزان والموافق يوم 23 سبتمبر 1932م وإعلان (المملكة العربية السعودية) ورفع راية التوحيد خفاقة فوق أرجاء الوطن تحمل على صفحتها كلمة التو حيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) مرصعة بسيف الحق والعدل، ثم تعاقب ستة من الصيد الميامين على حكم المملكة العربية السعودية حتى الملك السابع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – 

وليجدد مسيرة هذه الدولة العظيمة والمباركة على يد ولي عهده محمد بن سلمان حفظه الله ,ليقدم للوطن استراتيجية التحول 2030 لينهض بالمملكة لتزاحم العالم على القمة، ونحن نحتفل بيوم التأسيس المبارك وقد أصبحنا دولة يشار لها بالبنان في كل المحافل بإنجازاتها على كل المستويات الاقتصادية والصناعية والتعليمية والسياحية والترفيه والتقنية حتى أصبحنا من الدول الأولى في مجال الكمبيوتر وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي حتى صناعة الفضاء.

قبل الختام أتقدم بالتهنئة للقيادة وللحكومة وللشعب السعودي بهذا اليوم الذي أسس لقيام الدولة السعودية الثالثة التي نستظل في ظلها بأمن وأمان ورفاهة وهي في قمة مجدها وعزتها لمواصلة مسيرة التحول المباركة. وفي الختام اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمدلله رب العالمين.