ما عدا الخليج العربي من ناحية الشرق، فكل الدول من حولنا في حالة اضطراب، هذه الدول تنطق بالعربية، وتدين بالإسلام، تقع في الجوار الجغرافي اليابس شمالاً وجنوباً، أو في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، ولا تزال شعوب هذه البلدان في حالة اشتباك داخلي مع بعضها أحياناً، أو مع الدول من خارج الحدود أحياناً أخرى.
في فلسطين المحتلة ( غزة تحديداً ) حصار ودمار من قبل اسرائيل دون وجود بصيص أمل في إيقاف الحرب، هذا الكيان لم يُبقِي حجراً على حجر، فالقتل والتشريد والتهجير والحصار مستمر، في ظل التواطؤ والدعم بالمال والسلاح والفيتو إذا دعت الحاجة من القوى العظمى المؤيدة للاحتلال لمنع مجلس الأمن الدولي من إدانة إسرائيل أو إصدار قرار يدعو لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات للقطاع.
مناوشات بحرية في اليمن بين ميليشيات صنعاء من ناحية، وإسرائيل والدول الداعمة لها من ناحية أخرى، لقد أضحى باب المندب ميداناً لتلك المناوشات، ناهيك عن الصراعات والتصدع الذي تشهده باقي محافظات اليمن، في ظل الفقر والعوز الذي تشهده الساحة اليمنية، وهو ما جعل الشعب اليمني من أفقر الشعوب وأكثرهم بؤساً في شتَّى أنحاء المعمورة.
في البحر الأحمر ظهرت فجأة رغبة أثيوبيا بالتوغل في الصومال والرغبة الجامحة غير المسبوقة في الاطلالة على البحر بوجود منفذ بحري مقابل الاعتراف بجمهورية أرض الصومال التي انفصلت قبل 30عاماً، ما يشي باشتعال حرب بين الدولتين في أي لحظة.
أمَّا السودان المُقسَّم في الأصل فهو إلى مزيد من التقسيم، يشهد صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي يتطلع لفصل السودان من جديد وتجزئة المجزأ وإنشاء ولاية دارفور المستقلة عن السودان تحت نظر وسمع العالم أجمع الذي يُشجِّع ويدعم هذا الانفصال لمزيد من البؤس والشقاء للشعب السوداني العربي الأصيل.
ومن جهة الشمال قذائف تستهدف إحدى القواعد الأمريكية في الأردن، وفي سوريا والعراق ولبنان حدِّث ولا حرج، فالميليشيات والفصائل المُسلَّحة تستحوذ على صنع القرار، فمنشأها ولسانها عربي وهواها صفوي عقائدي ولائي لإيران، تستمد منها القوة والمنهج والحركة، جنَّدتها لسفك الدم العربي وتدمير الأرض العربية.
أمَّا في مصر الكنانة فيتجه الجنيه المصري للتعويم مرةً أخرى قد يصل سعر الدولار الواحد إلى(100) جنيه نهاية العام الجاري بعد أن كان سعر الجنيه الواحد(5) دولارات في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وسوف يؤدي هذا الانخفاض في العملة إلى الانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار.
في ظل تلك الاضطرابات التي تعصف بدول الجوار، فبلادنا – حرسها الله – يسودها الأمن والأمان والرَّخاء والنَّماء والتطور والتقدُّم في كل المجالات، تستمد العون من الله الخالق الذي امتنَّ على قريش بالرزق الوفير والأمن لبلده الحرام “مكة المكرمة” وما حولها من القرى ومن سكن بها، وها هي بشائر الخير تتلاحق كل يوم بالمزيد من الاكتشافات للنفط والغاز والمعادن المختزنة في باطن الأرض، هذا الاستقرار والرفاه الاقتصادي الذي نعيشه في هذا الوطن نتاج الوحدة والإخاء والتلاحم بين أفراده حكومةً وشعباً، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
التعليقات