اعتناء هو المُسمَّى الذي أطلقته هيئة الأمر بالمعروف بالنماص للقيام بحملة على الأسواق والمتاجر تهدف للمساهمة في بناء الفكر السليم للمجتمع وتحصين الناشئة من الأفكار الضالة والمنحرفة.
مشكلة الفكر أنَّه يتطلب اعتناء خاص، كون القضية تتعلق بالعقل الباطن الذي يستقبل المفاهيم ويستجيب لها ويعمل على بلورتها، لتتحول من خواطر وأفكار إلى سلوكيات وأفعال، فإذا كان العقل فارغاً احتله الأسبق إليه، ويصعب عندئذٍ اقتلاع وإزاحة تلك الأفكار بسهولة.
كثيراً ما يُركِّز قادة وزعماء الفكر المنحرف على قضيتين، أولاها: قضية الشبهات بالتأثير على الأتباع من خلال الاستدلال بظاهر النص، وثانيها: التركيز على حدثاء الأسنان من صغار السن أو الجُهَّال الذين ليس لديهم ما يكفي من المفاهيم والمعارف؛ ويبدو أن مشكلة الأفكار أوشكت على الانتهاء إن لم تكن تلاشت نتيجة الوعي المجتمعي، والتحصيل العلمي الكافي لدى معظم فئات المجتمع، والحملات الأمنية المكثفة في تَعقُّب معتنقي الفكر الضال والمُنحرف.
قضايا أخرى لا تقل أهمية وتأثيرها على النشء والأسرة والمجتمع خطير، كالقضايا الأخلاقية مُمثَّلة في المعاكسات، والتشبه بالجنس الآخر، وارتداء الملابس الخادشة للحياء، وقضايا العنف والاعتداء على مستوى الأسرة والمجتمع، وقضايا الاختلاس والرشوة والفساد المالي، والعنصرية والتباهي والإسراف، كل تلك القضايا تُعاني منها معظم المجتمعات في شَتَّى أنحاء المعمورة.
إنَّ عملية استجلاء الواقع من قبل الهيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في القطاعات الأمنية والدوائر الشرعية وغيرها من القطاعات الأخرى سوف يكشف عن طبيعة تلك القضايا التي تُؤرِّق الفرد والأسرة والمجتمع بكثرة حتى يَتسنَّى للهيئة تشكيل فرق عمل لرصدها لإيجاد الحلول الفورية لها والحد من مخاطرها في المستقبل.
خاتمة القول، التعليم والإعلام والمنبر هي الجهات التي عليها المُعوَّل في التوجيه والإرشاد، فالتعليم بكافة مراحله يستقطب فئة الناشئة ويستطيع صياغة العقول بالقيم والأخلاق النبيلة، مروراً بالمنبر الذي يستهدف كافة أطياف المجتمع من خلال الخطبة والدروس الدينية بالإرشاد والتوجيه، وانتهاءً بالإعلام الذي يستطيع غرس المفاهيم والمعارف لدى المستخدمين للتقنيات عبر قنواته المختلفة.
التعليقات