كان من الطبيعي أن تتناسب أسعار المواشي المحلية ( الأغنام تحديداً ) مع الزيادة المضطردة في الأغنام المستوردة التي ملأت الأســــــواق من دول الجوار بحيث تنخفض أسعارها ليتسنى لمتوسطي الدخل شراء الأغنام المحلية تلبيةً للطلب المتزايد للأمن الغذائي.
اللافت للنظر أن أسعار المواشي المحلية لم تتأثر بكمية الاستيراد، فالطلب على الانتاج المحلي يفوق الطلب على المستورد، وهذا يعــــــــود إلى الجودة في المذاق الذي يُميِّز المحلي عن غيره من المواشي المستوردة التي أصبحت تفي بالغرض المقصود في المناسبات دون غيرها.
مؤسف جداً أن تتجاوز قيمة الرأس الواحد من الأغنام المحلية ( 2000 ) ريال وأكثر طوال العام، هذا يجعل معظم الأسر ذات الدخل المحدود في حالة ترقب لموسم الحج انتظاراً للأضحية لتناول اللحوم من الأغنام المحلية؛ قطعاً لم يكن معهوداً في العقـــود التي مضت، فقــــــد كانت الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع.
عند البحث والتقصي نذكر بعض الأسباب التي أسهمت مع الأسف في ارتفاع أسعار الإنتاج المحلي للمواشي منها، العزوف عن حرفــــة الرعي، ارتفاع أسعار الأعلاف، توقف عجلة الإنتاج الزراعي اللازم لتوفير الأعلاف، زيادة الاستهلاك مع زيــــادة السكان، التصحر وقلة الأمطار، قلــــة المراعي والمسطحات الخضراء، الاحتطاب الجائر.
بالعودة إلى الوراء قليلاً نتذكر الحقول والأراضي الزراعية التي كانت تُستثمر بالحد الأقصى رغم المشقة في حرث الأرض واستخراج المياه، إلا أن نتاج المحاصيل الزراعية كان يُوفِّر الأعلاف الكافية، وهذا حتماً سيكون أحد الحلول التي يستوجب العناية بها، فزيادة وتوسيع رقعة المراعي الخضراء سيُوفِّر ما يكفي من الأعلاف اللازمة للتغذية وتربية المواشي بشكل كافٍ.
ختاماً: شاهدت عبر وسائل التواصل مقطعاً مرئياً لسوق الأغنام في دولة تونس يتم في هذا السوق بيع المنتجات الحية من الأغنام والمــــواشي عموماً باستخدام الميزان، إذ يتم تحديد أسعار المواشي من خلال الوزن بالقيمة المُحدَّدة التي أقرَّتها الجهات الرسمية؛ هذا يــدعونا للتفكير جلياً في اقتفاء الأثر لمنع استغلال ملاك المواشي للمستهلكين لا سيما في أوقات المواسم.
التعليقات