طلبت من أحد المطاعم نصف حبة دجاج مع الرز، وعندما أفرغته في الصحن تفاجأت بكمية الرز التي تكفي لثلاثة أشخاص، قلت: ممكن فيه غلط، طلبت في يوم آخر من مطعم آخر نفس الطلب، واذا بي اتفاجأ بنفس الكمية، وكررت الأمر على مدى عدة أسابيع، ونفس الكمية تتكرر.
تساءلت هل كافة المطاعم متواطئة في هذا الأمر مع تجار الأرز أم أن تلك الكميات المهولة من الأرز التي تخصص للطلبات محددة من قبل الجهات المختصة.
مجرد تساؤل أتمنى ان ألقى جواب من وزارة التجارة او الجهة المختصة عن تحديد الكميات للفرد في المطاعم. ام ان الحكاية كما يقال: هل الدرعي ترعى.
في الجهة المقابلة ساندوتش شاورما لا تتجاوز كميته ثلاث لقمات ب 12 ريال،
شيء غريب وتضارب في الكميات تحتاج لمراجعة من قبل الجهات المختصة، وتحديد الحصص للفرد من الوجبة الواحدة بحيث لا تزيد عن …. جم ولا تنقص عن …. جم.
هل محد تجارب في هذا الآمر ام ان وزارة التجارة والأمانة مانحتي التراخيص : إعمل نفسك ميت.
الهدر الغذائي .. تعد مشكلة فقد وهدر الغذاء واحدة من أهم التحديات التي تواجه العالم بشكل عام؛ حيث قدر تقرير منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (FAO) أن العالم يهدر من الغذاء حوالي 931 مليون طن.
•••••
بالنسبة للمملكة فإن نسبة ” فقد وهدر ” الغذاء تصل إلى 33.1% أي ما يعادل 4.066 مليون طن.
ويصل حجم مساهمة الفرد في “فقد وهدر” الغذاء في السعودية تساوي 184كجم/ سنة، وأن قيمة هدر الغذاء الإجمالية تتخطى 40,480 مليار ريال/ سنة.
ان هذه الأرقام المهولة لتستدعي من الجميع تضافر الجهود والعمل على الحد من هذا الإسراف في الأطعمة.
ديننا ابتداء يحثنا على الاقتصاد وعدم الإسراف.
قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ جَنَّٰتٖ مَّعۡرُوشَٰتٖ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَٰتٖ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٖۚ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ «الأنعام 141»
قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ «الأعراف 31»
وقال تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) [الفرقان:67].
ونبينا عليه الصلاة والسلام نبهنا إلى خطورة الإسراف.
قال عليه الصلاة والسلام: مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
إلا من مراجعة لبعض ما نشأنا عليه من مسألة الكرم وقصص الكرم التي أصبحت مقياسا للكرم والرجولة، ومعرفة ان الخير منتشر بين الناس في هذا الزمن ولم يعد هناك مزية لاحد في المفاخرة والمسابقة، فالجميع يستطيعون أن يكرموا المستحق كرم حاتم، لكننا في وقت اتخذ موضوع الكرم منحاً آخر من الإسراف والمفاخرة التي هي ابعد من فضيلة الكرم التي يحرص عليها الجميع.
هلا رجعنا إلى : الجود من الموجود.
وعادت سُفر المحبة وجمعة الأحبة.
التعليقات