السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

هذا الفيتو ( طاغوت القرن العشرين ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

هذا الفيتو ( طاغوت القرن العشرين ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

لقد صوت مجلس الأمن لصالح قرار وقف إطلاق النار في غزة بـ 13 صوتا من أصل 15 صوتا، وهذا يؤكد أغلبية الأصوات لصالح وقف إطلاق النار، إلا أن الفيتو الأمريكي اعترض على هذا القرار وأسقطه، وبارك مواصلة إطلاق النار في غزة الفلسطينية.  

لم تكن الولايات المتحدة في يوم من الأيام إلا حليفا لإسرائيل لضرب كل الأنظمة والقوانين الدولية عرض الحائط، والتجرد من الجانب الإنساني والأخلاقي، والسير وفق الهوى اليهودي المحتل الظلوم الجهول، وكان الأولى بها كدولة عظمى أن تكون عامل أمن واستقرار في العالم، وأن توقف هذا العبث الاسرائيلي بأرواح الأطفال والنساء والشيوخ وسفك دمائهم بدم بارد بكل قسوة وعنف، واستباحة حركة الحياة في هذا الجزء من هذا العالم.

إن الفيتو يعتبر وصمة عار للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومعول هدم لضرب العدالة والإنسانية في هذا العالم والذي حيّد صوت العالم، وهذا يعني المنع والاعتراض على أي قرار لأعضاء مجلس الأمن دون بيان الأسباب مهما كانت جدواه في إحلال السلم والأمن الدوليين، ومبدأ هذا الفيتو هو الهيمنة المطلقة على مجلس الأمن، وترك الحرية المطلقة للدول الخمس دائمة العضوية، وقد وظفت الولايات المتحدة الدولة الأعظم في هذا العالم هذا الفيتو لدعم الكيان الاسرائيل لمواصلة الاحتلال لقتل الفلسطينيين بكل أطيافهم وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة والعبث بكل مقومات الحياة.

منظمة العفو الدولية تنتقد بشدة استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو على لسان الأمينة العامة كالا مار بأن هذا القرار أظهر الولايات المتحدة تجاهلا قاسيا لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، وقالت إن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض الفيتو بوقاحة، واستخدمته كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مما أدى الى تقويض مصداقيته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

 وقالت منظمة أطباء بلاء حدود: الفيتو الأمريكي يضع الولايات المتحدة تقف وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية.

الفيتو الأمريكي استخدم 79 مرة في مجلس الأمن منهم 50 مرة لحماية إسرائيل، وهذا يؤكد أن أمريكا توظف نفسها لحماية إسرائيل لتواصل قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، والاستيلاء على أراضيهم، وهذا الفيتو(الطاغوت) يمنح الظالمين السلطة لسحق المظلومين، وأمريكا من خلال استخدام هذا الفيتو تقول للعالم كما قال فرعون: (ما أريكم إلا ما أرى) والذي انتهى به الأمر الى عقاب الله وإغراقه وجنده في البحر، وهذه نهاية الظالمين ولو بعد حين.

 وكان على حماس أن تدرك قبل هذا المغامرة الخطيرة أن إسرائيل تعتبر الولايات المتحدة حليفا قويا كما يقول بذلك بعض زعماء أمريكا، وأن هذه المغامرة الغير محسوبة العواقب قد جرّت على مدنيي غزة القتل والدمار وتدمير البنية التحتية للقطاع، والمطبلون لحماس يتابعون ما يتعرض له سكان غزة من قتل وتدمير بدم بارد، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة).

قبل الختام، اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه.

 

              

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *