السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

أدبيات الشعر الحديث! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

أدبيات الشعر الحديث! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

من الموروث الشعبي الذي يفخر به معظم المهتمين بالتراث “العرضة الشعبية”، يتبارى فيها شعراء العرضة بما لديهم من أدبيات الشعر، ويكون الحضور فيها بشكل أوسع عندما يلتقي فيها أهل الفصاحة والبيان من الشعراء الذي اكتسبوا الشهرة الواسعة من الجماهير التي تعشق هذا النوع من التراث الشعبي التاريخي الأصيل، وقد لا يستدعي المقال أن نشرح عن هذا اللون من الفن الشعبي الموروث، فقد عنونت صحيفة النماص اليوم تحت عنوان “العرضة الشعبية ماضي تليد وحاضر مشرف” للحديث عن هذا الموضوع بشكل مستفيض وبشرح موسع.

لا يزال التكريم لهؤلاء النخبة من الشعراء محل التقدير والاجلال، يظهر ذلك جلياً في التكريم الذي حظي به الشعراء عبر ملتقى عسير الشعري الذي رعاه سمو أمير منطقة عسير – حفظه الله – باعتبار هذا الفن أحد الموروثات الثقافية الذي تزخر به كافة المناطق رغم الاختلاف والطريقة التي يؤدى بها هذا الفن، وهذا من شأنه زيادة التنوع الثقافي والأدبي في عموم أرجاء الوطن.

عند الحديث عن الماضي التليد في العصر الجاهلي لم نعد نتذكر من الأناشيد والمحفوظات والنصوص الأدبية في المناهج المدرسية سوى الأسماء لشعراء المعلقات السبع كأمثال” ابن شداد، وزهير، وطرفة، وامرؤ القيس، وعمرو بن كلثوم، وغيرهم”، أما شعرهم فلم يبقى له أثر، ماعدا تلك الأدبيات التي لا تزال في الذاكرة من أئمة الأدب تصف الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة والأدب الجم كالأبيات التي ترد في شعر الشافعي والمقنع الكندي والمتنبي ولامية بن الوردي ونونية بن القيم وغيرها.

أما عند الحديث عن الشعر والشعراء في العصر الحالي، فكنَّا ولا نزال نذكر الشاعر النموذج الذي يُشار إليه بالبنان شاعر غامد المعروف بـ “أبوجعيدي” رحمه الله رحمة الأبرار، الذي سارت بأشعاره الرُّكبان، وحفظت أمثاله الصدور، ودوَّن فيه الكاتبان القديران: عمر بن صالح واحمد بن شرهان بعض أشعاره بالسطور في ديوان يُسمَّى “أبو جعيدي وذاكرة القصيد”؛ أمَّا الشاعر فكان لا يُشق له غبار، جمع في شعره بين الحكمة والموعظة والفخر والتحدي، علاوةً على سرد القصص والأخبار والمعرفة بالأنساب والقبائل والقرى والمواقع الجغرافية والأحداث التاريخية، فقد كان فصيح اللسان، واضح البيان، جهور الصوت، قلَّما يجود الزمان بمثله، وكان نافذ البصيرة، قوي الحجة، يهابه الشعراء ويتبارون معه في صولات وجولات، ويتفاعل مع العرضة الشعبية بنشاط وحيوية، ولا يزال صدى أشعاره يتردد على شفاه ومسامع الذين عاصروه حتى اليوم.

ختاماً: يتطلع أرباب الثقافة والموروث الشعبي بقيام وزارة الثقافة والأندية الأدبية في كل المناطق والمحافظات بإبراز شعراء العصر الحديث عبر تدوين سيرتهم وأدبياتهم، إمَّا بعرض نماذج لأشعارهم في مقررات النصوص والأدب بالمناهج المدرسية، أو من خلال التدوين في دوواين خاصة بهم لحفظ هذا الأدب للأجيال القادمة للاستفادة من فكرهم وبيانهم امتثالاً للحديث النبوي الشريف “إنَّ من الشِّعر لحِكمة وإنَّ من البيان لسِحرا”.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *