من سنن الله الكونية أن التوأمة في الخلق نادرة
والتشابه قليل
والاتفاق نادر
والتفهم واجب وإن قل،،
كبرنا وترعرعنا على جملة ( الخلاف لا يفسد للود قضية)
فكيف اذا لم يكن هناك قضية اصلا،
بمعنى أن الاشياء المختلف عليها إنما هي تفاصيل صغيرة، لاتستحق التحيز الكبير الذي نراه من بعض احبتنا في حياتنا اليومية،
ابليس حسد آدم ، واختلف معه واختلف عنه، وقدم كبريائه وعزة نفسه على الامتثال لله فكان له ذلك ، إلا أنه في الآخرة من المبعدين عن رحمة الله ،
وجنود ابليس اجمعون كلهم كذلك،
في الحديث ( لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر) إن الذي منع ابليس من امتثال امر الله (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقره) ابى بمعنى رفض وتأبى على ذلك الأمر رأى في نفسه أنه هو الأفضل ، ثم استكبر ، صيغة مبالغة على وزن استفعل ، بمعنى أنه شمخ واغتاظ وتكبر على أمر الله باحتقاره ذلك المخلوق الذي علم الله سره فاوجده ليكون في الأرض خليفة،هذا السلوك الشيطاني يتسلل من حيث ندري أو لا ندري إلى انفسنا،
فلا نقيم لتصرفاتنا وزنا ، ولا لردات افعالنا، وربما لا نزن افعالنا ابتداءً،
وكثيرا ما نختلف مع بعضنا البعض
وكثيرا ماتعلوا الاصوات ، وقد نضرب بايدينا على الطاولة اثناء النقاش ، وبالعصاء لظهور ابنائنا ان كانوا مندفين مهطعين، وقد يتجاوز كل هذا لتنطلق رصاصة شيطانية فتقتل نفس عصمها الله وحرمها، وتسلب حق الحياة ،فقط لأنها اختلفت مع من يرى نفسه
وحيد لحظته أو وحيد رأيه، أو وحيد زمانه،
كل ذلك إنما كان دافعه الكبر و “وشوفة النفس” على الآخر،
ولعل قانون فرعون يتردد خفية في كثير من الأنفس و كثير من القرارات والشخصيات( لا أُريكم إلا ما أرى ) في بعض البرلمانات الاجنبية نشاهد جدلا ونقاشات حادة جداً ثم مايلبث اعضاء ذلك البرلمان الخروج من المكان يصافحون بعضهم البعض ويهشون ويبشون ويبتسمون، لماذا …؟ لأنهم ادركوا حقاً أن نقاش الفكرة هو موضوع مستقل عن صاحبها إلى حدٍ كبير،ولاتزال بيئة العمل و مجريات الحياة ، تصقلنا يوماً بعد يوم لنكون إن رشدنا سلوكياتنا وتعاهدنا انفسنا فنكون لبعضنا كما قال الله( محمد رسول الله والذين آمنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ….) يجب أن نكون رحماء بيننا فنحن اتباع محمد آمنا به وصدقناه ، رحماء بتقبل الكلمة والنصيحة والرأي والملاحظه، فلن ينصحني إلا مُحب ، ولين يناقشني إلا محب، ولن يصبر علي إلا محب، ثم إن الحياة تحتاج منا أن نكون لبعضنا لا أن نكون على بعضنا،
لذلك يجب علينا ( أننا كما حفظنا “الاختلاف لايفسد للود قضية” نضيف لها أنه يجب علينا احترام خلافاتنا وليس فقط الاختلاف،
فاحترام الفكرة لاشك انه مناط باحترام صاحبها ولو احترم ابليس آدم لكنا في الجنة منعمين، جنة حسية كانت أو معنوية،
فالجنة المعنوية
التي ترتقي بعلقك وذهنك وروحك لأنك تعاشر اصحاب المعالي والسمو الأخلاقي والفكري ،إنما هي جنة معنوية حقا،
ومضة ،الوُدُّ: هو الحُبُّ ويكون في جميع مداخل الخير،
والتَّودُّد اصطلاحًا هو (طلب مَوَدَّة الأكفاء بما يوجب ذلك).
دمتم بود
التعليقات