السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

الرياض اكسبو 2030 – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الرياض اكسبو 2030 – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

لازالت بشائر الخير تتوالى على هذا الوطن المعطاء “المملكة العربية السعودية”، بفوز الرياض باستضافة معرض اكسبو الدولي 2030م الذي يُقام كل خمس سنوات بحصدها لـ 119 صوتاً من دول العالم وبفارق كبير عن المنافسين كوريا الجنوبية وإيطاليا.

الفرح والبهجة التي أظهرها الفوز في سماء الرياض يدل على الاستعداد مبكراً للاستضافة، كما يدل دلالة قوية بأن بلادنا – حرسها الله – تُسارع الخُطى نحو المجد الذي لن يقف في طريقه كل قوى الأرض، فقد حبا الله هذا الوطن بقيادة حكيمة قد أخذت على عاتقها وعلى عجل تحقيق الرؤية 2030م لبلوغ الأهداف المرجوة.

لن يكون الحديث عن موعد ومكان انعقاد الحدث، ولا الدول المشاركة في المعرض، ولا حتى التكاليف المادية الباهضة التي سيتم انفاقها لإقامته، فقد تناولت الأخبار كل تلك الموضوعات، إنما سيكون الحديث منصباً على الهدف من هذا المهرجان، والنتائج المتوقعة من تنظيم هذا المعرض، وعن مدى الاستفادة من هذا المحفل التاريخي وانعكاسه على التنمية البشرية في المستقبل.

بلادنا “حرسها الله” قد أصبحت رقماً صعباً في المحافل الدولية، وما احتضانها للقمم العربية والإسلامية والأفريقية مؤخراً إلا دليلاً على نوالها قصب السبق لتكون طرفاً وازناً في كل قمة، فإذا اشتعلت الحروب في العالم، أو ارتفعت أسواق الطاقة، أو ظهرت حالة من الركود في الاقتصاد العالمي، يلتفت كل العالم نحو السعودية، إذ لم تَعُد قبلة للمسلمين فحسب، بل أصبحت قبلة لكل العالم في الاقتصاد والسياسة والرياضة وكل مناحي الحياة في شتى أقطار المعمورة.

نعود للحديث عن معرض اكسبو الرياض 2030م للبحث عن الهدف من إقامته، فعلى الرغم من أن المعرض ليس جديداً على الساحة الدولية، إلا أنَّه كان محفلاً للإبداع والابتكار لكل جديد مبتكر تستضيفه الدول المنتجة وتحضره الدول المستهلكة للاطلاع والمشاركة قبل أن يتحول مؤخراً إلى محفل دولي يتناول قضايا الثقافة أيضاً كأحد القضايا التي تستهوي الشعوب وتتناقلها الأجيال ويتم من خلالها تبادل المعلومات وتلاقح الأفكار.

على الرغم من كون الموعد لانعقاد هذا المعرض في عام 2030م، فإن الفرصة مواتيه للدولة المستضيفة “السعودية” لتبرز أمام العالم الثقافة الإسلامية، والحرمين الشريفين، وتغيير الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان غير المسلمين عن الإسلام بأنه يدعو للإرهاب أو العنف أو الكراهية للآخر، وتعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الاجتماعي والثقافي بين شعوب الدول المشاركة بالمعرض.

هذا المهرجان سوف يؤسس لمرحلة أخرى من التعاون بين أعضائه لنقل الخبرات والمعارف والعلوم والمهارات والابتكارات، لا سيما فئة الشباب الذي لديهم شغف بالمعارف، لا لمعرفة الماهية للمبتكرات فحسب، بل لمعرفة الكيفية أيضاً، وهي التي نبحث عنها، لنجعل من أبنائنا في المستقبل مصابيح للهدى، ومشاعل للنور، يقتدي بها من يأتي بعدهم.

ختاماً: نتأمل ونطمح أن تكون برامج التنمية البشرية إحدى العناوين التي تُطرح ضمن فقرات المهرجان، لا سيما أن فترة انعقاد المعرض كافية لنقل الخبرات إلى شبابنا الذين يحدوهم الأمل أن يكونوا يوماً ما سفراء لنقل المعرفة وتصديرها بدلاً من استيرادها من غيرهم، فنحن السبَّاقون لها، وطموحنا ليس له حدود في كل محفل يتسنى لنا حضوره.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *