السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

المقاومة السلمية – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

المقاومة السلمية – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

لا شك ان أي احتلال مرفوض حتى المحتل نفسه يعرف ذلك.. لكن الغريق يتعلق بأي قشة لينجو من الغرق وللوصول إلى الشاطئ.. ان الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين شكل وضعا جديدا في النظام العالمي، حيث تجمع أفّاق الأرض واستولوا على مساحات مختلفة من أرض فلسطين سواء بالإغراء المادي أو المصادرة الظالمة أو بالقوة وتكوين مستعمرات في مواقع استراتيجية على أرض فلسطين، بحماية بريطانية وسكوت غربي.

واجتمع الغرب بكل اطيافه ليساعد هذا الجسم الغريب على النمو والتوسع، حتى سيطر على مناطق شاسعة من أرض فلسطين، وعندما تحقق المراد اعلن المحتل البريطاني الانسحاب من المشهد بعد ان تأكد بتحقيق الهدف من الاحتلال وهو إنشاء وطن لليهود كما وعد بذلك وزير خارجيتهم بلفور في العام 1917 وترك الصهاينة يستولون على مواقعه ، ومن ثم الإعلان عن قيام دولة الصهاينة والمسارعة في عام النكبة 1948 كما يسميه الفلسطينيون، من الدول الغربية وبعض الدول الأخرى إلى الاعتراف بهذا العضو الجديد ليزيد العالم في نظرهم دولة جديدة.

لم يرض أصحاب الأرض الأصليين بهذا الوضع فحاولوا المقاومة واخذت المواجهات بين الكر والفر، تارة ينتصر المقاوم وأخرى يكون الانتصار حليف للمحتل. وأصبح الوضع هكذا منذ العام 1948 وربما قبل بين كر وفر، لم يستطع المقاوم استرداد ولو شبراً واحداً من ارضه المسلوبة، بل كل يوم ينقص من فلسطين قطعة وراء وراء قطعة ولم يستفيد المقاوم من مقاومته أي شيء سوى القتل والتدمير واحتلال المزيد من الأرض. ورغم ذلك لم يعتبر وينتبه إلى أنه يخسر كل يوم ولم تزد مقاومته إلا خساراً وخذلاناً.

ثم جاءت القاصمة بما سمي طوفان الأقصى الذي لا أشك أن من قام بها إما مريض نفسي أو عميل مزدوج، لا أعلم كيف اقنع نفسه والآخرين بهكذا هجوم وهو يعلم أن لا مقارنة بين القوتين وهو لم يحسب او خانه الحساب بما سيحصل بعد مغامرته البائسة، فحصل ما نراه ويراه العالم على مسمع ومرأى من الدول العظمى ومجلس الأمن والجميع يحوقل ولا يحرك ساكنا.

المقاومة حق مشروع واداة صادقة لمقاومة الاحتلال أيا كانت، ولكن كل مقاومة تامل من مقامتها الحصول على شيء يعيد لها ما سلب او شيء منه على أقل تقدير، لكن ما نراه في فلسطين أن المقاومة تخسر أرضها جزءا جزءا يوما بعد يوم حتى أصبحت في العراء وتستجدي العالم لإنقاذها.

إن أعظم عبرة تستلهم منها المقاومة في العصر الحديث هي المقاومــة الهندية والمقاومة بجنـــــوب أفريقيا وكيف استطاعتا أن تحققا النصــــر لمقاومتما في مدد لا تصل إلى نصف مدة المقاومة الفلسطينية وتَحرر ذلك البلدان من نير الاستعمار الإنجليزي والعنصري.. لذلك على الفلسطينيين وداعميهم ‘اعدة النظر في وسائل المقاومة وتبني المقاومة السلمية لتظهر للعالم أنها صاحبة حق وأنها تطالب بحقوقهما المشروعة فيسمعها العالم أجمع.

أما ما يحصل. الان ففقد منح المحتل العذر للقتل والتدمير والتهجير والسيطرة على أراض جديدة ما كان يحلم بها لو اتخذت المقاومة السلمية سلاحا لها أمام عنف المحتل منذ العام 1948  ولكانت الأوضاع في فلسطين غير ما هي عليه الآن. لكن بهذه الأعمال الطائشة أعطى للمحتل مبرراً لما حصل ويحصل ونقل صورة مغايرة للواقع أمام أنظار العالم.

لقد حان الوقت لنجعل العدالة حقيقة لجميع الناس.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *