الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

القوامة والقرار واختلاف الأدوار! – بقلم الكاتب أ. محمد ال مخزوم

القوامة والقرار واختلاف الأدوار! – بقلم الكاتب أ. محمد ال مخزوم

 

لكل مجتمع من شعوب الأرض عادات وتقاليد وطقوس مختلفة في الزواج وبناء الأسرة تناسب طباعه يتوارثها عن الأسبقين، العامل المشترك بين تلك الشعوب هو تكوين أسرة مستقرة عمادها وأساسها الأبوين وفروعها الأبناء والبنات.

في المجتمع العربي والإسلامي تحديداً تشكل الثقافة الإسلامية محور الارتكاز الذي تستمد منها الشعوب الغذاء الروحي في تكوين الأسرة من خلال مفهومين من النصوص القرآنية تحدد الدور الذي يجب على طرفي العلاقة الزوجية القيام به، فالرجل مأمور بالنفقة والقوامة امتثالاً لقول الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء )، النساء34 ، والمرأة مأمورة بالبقاء في المنزل لإدارة شؤونه وتربية أبنائه وبناته لقول الله تعالى ( وقرن في بيوتكن) الأحزاب 33

الثقافة الحياتية جزء من الموروث لا تستورد كالسلع الاستهلاكية التي غزت أسواقنا ومتاجرنا بكل جديد مستورد من الشرق والغرب باعتبار أن الشعوب في بلادنا العربية تستهلك ما ينتجه الآخرون في الغذاء والدواء والكساء دون أن نفرق بين الثابت الذي لا يستورد ( القيم الإسلامية ) والمتغير الممكن استيراده ( السلع والمنتجات ).

تم استيراد الثقافة كغيرها من السلع بشكل مؤسف، فالسفر والاغتراب أسهمت في نقل تلك الثقافة المستوردة كنتيجة حتمية للإصابة بالصدمة الحضارية، علاوةً على ما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي من مفاهيم أثرت على الناشئة ( البنين والبنات ) بشكل سلبي، لعدم وجود القدوات في مجتمعاتنا العربية التي يمكن أن تُشكِّل نبراساً يقتدي به الآخرون.

المشكلات الأسرية التي حدثت في العقدين الأخيرين والتي تمثلت في كثرة قضايا الطلاق بين الزوجين لم يكن لها أن تكون لو استشعر كل طرف الحقوق والواجبات وفق المنهج الإسلامي والفطرة الصحيحة التي كان عليها أسلافنا والتي جعلت من البيوت سكناً وملاذاً يشعران فيه بالطمأنينة والهدوء رغم الفقر والحاجة في ذلك الزمن.

يقول أحد الأدباء أن الأسرة كالسفينة لا يقودها سوى ربانها، فإذا قادها غيره غرقت، والرجل في بيته قائداً لها بيده القوامة والنفقة، فإذا تخلى عن مسؤوليته وترك القيادة تولَّت المرأة قيادتها بدلاً عنه، فخرجت تبحث عن العمل للحصول على المال الذي تستطيع معه القيام بالقوامة، يبدو ذلك واضحاً جلياً عبر ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة لنساء يطلبن الزواج وعلى استعداد بتوفير تكاليف الزواج والنفقة.

خاتمة المقال: رسالتين إحداها للزوجة التي تريد الاستقرار بالعودة إلى القرار في المسكن وبيت الزوجية للقيام بحقوق المنزل ورعاية ساكنيه وتربية أبنائه وبناته، وللزوج نقول اعرف حقوقك وانهض بواجباتك في النفقة والقوامة وتحقق من قبول الزوجة لتلك المسؤوليات قبل عقد القران بينكما لضمان أسرة يسودها التعاون للقيام بحقوق الأسرة على الوجه الأكمل امتثالاً للتوجيه النبوي الكريم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *