تعليق الدراسة: إن تعليق الدراسة أصبح عمل روتيني لدى إدارات التعليم بالمناطق، والمفروض أن يكون في أضيق الظروف الجوية، وليس كلما صرح مسؤول الأرصاد بتوقع هطول أمطار تعلق الدراسة فورا دون التحري والتثبت وكأن الموضوع أمرا عاديا، إن تعليق الدراسة يؤثر سلبا على التحصيل العلمي بالنسبة للطلبة والطالبات ويقلل من أهمية البرنامج الدراسي وأهمية الوقت، وهذا الوقت الذي تعلق فيه الدراسة يسقط من أيام الدراسة المحددة وفقا لمنهج تعليمي معد لاستيعاب المقررات المدرسية وهذا على حساب المنهج والطلبة، والمحصلة آخر العام تنحدر نسبة التحصيل العلمي خلال السنة الدراسية ليصل من نسبة 80% الى 70%، في الدول الممطرة لا تعلق الدراسة فيها إلا على نطاق ضيق مثل الإعصارات والعواصف والفيضانات. نقدر كل التقدير الاهتمام بسلامة الطلبة والطالبات في وزارة التعليم وإدارات التعليم ولكن ليس كما يحدث الآن مما يتسبب في تدني مستوى التعليم في المدارس والإرباك داخل الأسر وتشتت ذهن الطالب.
السجن سنتين لولي الأمر: تداولت وسائل التواصل الاجتماعي القرار الذي أصدرته وزارة التعليم بالسجن سنتين لولي الأمر الذي يتغيب ابنه عن المدرسة 20 يوما دراسيا، إنه قرار يعاقب ولي الأمر دون مسوغات قانونية مقبولة ومعقولة، ومن عيوب هذا القرار ( إن صح أنه صدر من وزارة التعليم ) فإن هذه المدة تغيب الولي عن رعاية أسرته وأطفاله ورعايتهم، والصرف عليهم ومتابعة شؤونهم فيما يتعلق بالدراسة أو المرض أو الاحتياجات المدرسية الخ.. سنتين من عمر الأسرة، وقد يغذّي هذا القرار شيطنة بعض الطلبة ليتغيبوا دون علم ولي الأمر رغبة في إيداعه السجن لسنتين واقصائه عن أسرته قسرا، كل مبررات هذا القرار غير مقنعة، وهناك اجراء ات بديلة منها الاتصال بولي الأمر وإحاطته بغياب ابنه لليوم أو اليومين، ثم استدعائه لمعالجة أسباب الغياب واستمرار التواصل مع ولي الامر للوصول الى حقيقة الغياب واللجوء لحقوق الانسان إذا كان هناك عنف أسري او اضطهاد دون المساس بالعلاقة الطبيعية بين البيت والمدرسة.. ليس من المعقول أن يصل الأمر الى السجن هذه المدة المقدرة بسنتين، فهناك وسائل أخرى إذا ثبت ان ولي الأمر هو المتسبب في هذا الغياب للفترة أعلاه فهناك غرامات مالية، والدولة وفقها الله وفرت الدور الحاضنة لمثل هذه الحالات، وإذا صح صدور مثل هذا القرار فإنه من باب الحرص على مستقبل الشباب، لكنه يحدث شرخا في الأسرة لن يندمل ويظل ينزف في العلاقات الأسرية، والله ولي التوفيق.
التعليقات